انتقد أحمد أويحيى، الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، من وصفهم بالخلاطين والساعين وراء ضرب زعزعة استقرار البلاد، ونشر البلبلة والفتنة في الأوساط السياسية، مخاطبا الأمين العام للأفلان: "تحية حب وأخوة أوجهها للأخ الأمين العام للأفلان عمار سعداني"، مضيفا "حزب جبهة التحرير الوطني حليف استراتيجي للتجمع الوطني الديمقراطي في سبيل خدمة البلاد". وقال أويحيى "كثيرون ينتظرون بما أردّ به على سعداني اليوم بمناسبة الذكرى ال19 لتأسيس الأرندي، وأنا أقول: "سعداني صديقي وأخي والأفلان شريك فعّال"، مضيفا خلال إشرافه على فعاليات الاحتفال الوطني بذكرى تأسيس الحزب، بولاية سكيكدة بأن الأرندي كان ومازال وسيبقى داعما ومساندا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لأنه الوحيد –بحسبه- الذي تمكن من إخراج البلاد من الوضع الأمني الحرج الذي تعيشه.
لن نبيع البلاد.. والجميع يعرف وجهة 700 مليار دولار وقال أويحيى "نعم نجحنا في القضاء على الإرهاب داخل البلاد، ولكن الحدود الجزائرية تسبح في لهيب من النار، لأن الوضع عند جيراننا مخيف للغاية"، قائلا "في سنوات الإرهاب كان الجيش يوقف إرهابيين ويحجز عندهم أسلحة بسيطة، ولكن يبدو أن قدرات التسليح لدى الجماعات الإرهابية تزايدت بشكل مرعب، ولابد من الوقوف بحزم أكثر من أي وقت مضى". ودافع أويحيى عن قانون المالية قائلا: "أبدا، نحن لسنا مستعدين لبيع البلاد، ولكن نحن مع الاستثمار الأجنبي، وفقا لقاعدة الاستثمار 51/49"، وبشأن تراجع أسعار النفط، قال الأمين العام للأرندي، بأن ذلك تسبب في تراجع ميزانية الدولة بنحو 80 بالمئة خلال 18 شهرا، بما يقتضي –حسبه- اتخاذ جملة من التدابير، ومن هذه التدابير رفع أسعار بعض المواد الطاقوية، على رأسها البنزين والكهرباء والغاز، مضيفات: "وعلى الرغم من ذلك، لم نلجأ لرفع الأسعار كما فعلت السعودية وفنزويلا، والزيادات المسجلة في أسعار هذه المواد، وفقا لقانون المالية 2016 -بحسب أويحيى- عادية، ولا تستدعي كل هذا اللغط والفوضى والبلبلة، لأنه لابد من الحفاظ على استقرار الوضع الاقتصادي للبلاد".
انهيار أسعار النفط نعمة وليس نقمة واعتبر أويحيى الأزمة المالية وانهيار أسعار النفط، نعمة وليست نقمة، لأنه لابد من العودة للمنتوج الوطني، ومن العودة الإلزامية والإجبارية للنشاط الفلاحي وإحياء المؤسسات الوطنية، قائلا "من العيب أن نستورد الثوم من الصين الشعبية، بينما سهول سكيكدة وميلة وغيرها تنتج أجود أنواع الثوم ومختلف الخضروات والفواكه"، مثمنا إدخال تعديلات على قانون التجارة والاستيراد من خلال إلزام المستوردين بالحصول على رخصة للمواد التي ينوون استيرادها. واعتبر أويحيى الحديث عن ضياع 800 مليار دولار خلال سنوات حكم بوتفليقة أمرا مبالغا فيه، قائلا "الرقم تم تضخيمه والأمر لا يتعلق سوى بنحو 600 إلى 700 مليار دولار، ولكم أن تسألوا الشعب أين ذهبت هذه الأموال، لأن إنجازات بوتفليقة في مختلف المجالات تشهد على وجهة هذه الأموال بحسب أويحيى. وبينما رفض أويحيى الحديث عن إعادة انتخاب الأمين العام للحزب، التي يجري التخطيط لها خلال الأسابيع المقبلة، قال بأنه يترأس التجمع الشعبي الأول له على المستوى الوطني بسكيكدة، وذلك منذ أربع سنوات، مشيرا إلى أن الأرندي حزب يتميز بوحدة الصف، ومن قال بأنه "ولد بشلاغمو، فعليه أن لا ينسى بأنه ولد أيضا بالرشاش على ظهور مناضليه". كما حذر أويحيى، من المخاطر المحيطة بالبلاد، مؤكدا أن الجزائر تعيش وسط حزام ناري يحاصرها من كل الجهات، حيث إن كل الدول الحدودية معها مشتعلة وتشهد أوضاعا صعبة للغاية، وهو ما يهدد استقرار البلاد، مضيفا في لقاء قصير جمعه، أول أمس، بمناضلي حزبه بميلة، أنه على كل الجزائريين التوحد ورص الصفوف ونبذ الفرقة والتعصب، مؤكدا على ضرورة تدعيم المصالحة الوطنية والالتفاف حولها، لأنها هي من أعاد الأمن والاستقرار للبلاد.