خصّ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، برسالة تهنئة "خاصة"، واصفًا فوز الأخير بثقة المؤتمرين، بالباهر والمستحقّ، كما عبّر في ذات التهنئة عن دعمه المطلق للرجل، تجلّى ذلك في اختياره ل"عبارات دقيقة" تضمنتها الرسالة، التي أكدت بشكل صريح أن أويحيى، خرج متوّجا، وربح معركة الخصوم والمنتقدين له، من داخل وخارج تشكليته السياسية، وعلى رأسهم غريمه عمار سعداني، الذي شكك سابقا في وفائه للرئيس بوتفليقة. وشكل المؤتمر الاستثنائي للأرندي فرصة مواتية بين الرئيس ومدير ديوانه لتبادل عبارات الغزل، فلم تمر كلمة أويحيى أمام 1600 مندوب، من دون تجديده الدعم الكامل للرئيس بل وفاءه المطلق، ليردّ عليه بوتفليقة برسالة قوية، حملت نبرة غير معهودة، لم يسبق للرئيس أن تحدث بها في رسائل التهنئة التي يوجهها لأحزاب السلطة، عندما أثنى على دور الأرندي وتبنّيه "مواقف وطنية اتسمت على الدوام بالنزاهة والحكمة وتغليب المصالح العليا للوطن، وهذا بفضل برنامجه السياسي والاجتماعي المتجدد وخطه الوطني الصريح". وزاد الرئيس في دعمه لمدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، فساير التوقعات التي كانت تصبّ كلها في خانة فوز أويحيى بالأمانة العامة بقوله: "كنت على يقين من أن مناضلات ومناضلي التجمع الوطني الديمقراطي لهم من الحس السياسي والوعي ما جعلهم ينتخبونكم أمينا عاما لهذا الحزب"، وهو إشادة واضحة من الرئيس لاختيار أحمد أويحيى على رأس الأرندي، واعتباره بمثابة الخيار الموفّق، ما ينم عن ثقة وحاجة الرئيس إلى استمرار مدير ديوانه في مهامه الحزبية، على خلاف الانطباع الذي خلفته هجومات سعداني على الرجل طيلة الأشهر الماضية، ووصوله إلى حدّ مطالبته بالاستقالة من رئاسة الجمهورية، بعدما اتهمه بأن عينه على منصب الرئيس. وخاطب الرئيس بوتفليقة الأمين العام للحزب الثاني في السلطة قائلا، إنه يأمل "أن يسهم فوزكم في رفع التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا في التنمية الوطنية الشاملة وضمان الحريات الأساسية وترقية المرأة والاعتناء بالشباب وبكل ما من شأنه أن يجعل الجزائر تنعم بالاستقرار والسلم والرقي والتقدم"، وهذه إشارة أخرى، إلى ثقة الرئيس في حسن دعم أويحيى، ودفاعه عن سياسته ومنجزاته والمساهمة في تحقيق برنامجه الانتخابي. كما حيّ من جهة أخرى، بوتفليقة الاحتكام للصندوق، والذي يعتبر سابقة في مؤتمرات أحزاب السلطة، عندما أوضح "تابعت باهتمام مجريات العملية الديمقراطية التي جرت فيها استحقاقات انتخابكم أمينا عاما لحزب التجمع الوطني الديمقراطي". وبذلك، فقد جاء تبادل الرسائل بين بوتفليقة وأويحيى، مناقضا تماما للتصريحات التي أطلقها الأمين العام للأفلان، عمار سعداني في أكثر من مناسبة، معتبرا أن بوتفليقة لا يثق في "سي أحمد"، وأنه رجل غير مخلص للرئيس، وهي تصريحات تحفظ أحمد أويحيى على الرد عليها، ما يعني أن ستار المؤتمر سيسدل على فصل طويل من السجال مع سعداني، الذي لن يجد حجّة في الهجوم على خصمه اللدود، بعدما قطعت رسالة الرئيس قول كل خطيب.