إعلامي متميز له بصمتة الخاصة في المشهد الرياضي.. منهجه الأصالة.. عشقه للجزائر زاده غلوا عند محبيه، حمل الرسالة الإعلامية على عاتقه بكل أمانة، شق طريقه بهدوء ومهاراته ساقته لعالم الشهرة والأضواء.. نجم إعلامي على المقاس العالمي، ابن الجزائر انساقت له الأنظار وهي راغمة.. انطلق من المنتخب ومر على المساء وتنقل إلى الإذاعة ثم التلفزيون، ليظهر كفاءته بين صفوف الإعلاميين فكان صقرا مستهدفا ليكون أول جزائري يحط بقناة "الأم بي سي" ، ليكون من مؤسسي الجزيرة ويتوج مساره الطويل بإدارة أكبر مكتب لقناة رياضية بمدريد.. الجزائري لخضر بريش "55 سنة" صاحب حوارات النجوم، يكشف الكثير من الخبايا وخفايا لاعبي الخضر والنجوم العالمييين في هذا اللقاء الخاص مع الشروق أحضّر فيلما عن مشاركة الجزائر ومنتخبات العرب في المونديال أستغل النجوم لإيصال صورة الجزائر إلى العالم أبو تريكة هدفي لأنه الوحيد الذي بإمكانه أن يمثل مصر أحب الحراش، البارصا والجزائر تسري في وجداني = نبدأ من الأخير .. كلام كثير قيل عن وساطتك لقدوم لحسن إلى الخضر؟ == أولا لم أكن وسيطا، وإنما مساهما لكثير من الجزائريين، وقضية لحسن تعود إلى 5 سنوات خلت، وبالضبط إلى ما بعد كأس أمم إفريقيا حين شاهدت مباراة جمعت برشلونة وراسينغ سانتانديرالذي ينشط فيه لحسن، فأعجبت بطريقة لعبه المتميزة أمام فريق يعج بالنجوم، رونالدينيو، ديكو وإيتو، تحدثت معه عن الجزائر فأبدى شغفا كبيرا، سارعت إلى الاتصال بسعدان وفضيل تيكانوين وأرسلت شريط اللاعب عبر سعادة السفير السيد حناش . = 5 سنوات مرت على الشريط وقدوم لحسن تأخر إلى 2010، لماذا في رأيك؟ == أحيانا الظروف تتحكم في الأشخاص، فقد تكون لديك رغبة جامحة للعب لمنتخب بلدك، لكن بعض الأمور تحول دون ذلك، وهو ما وقع للحسن الذي كانت النهاية جيدة بتقمصه ألوان المنتخب . = هل التقيت لحسن قبل قدومه للجزائر وماذا قال لك؟ == طبعا كان ذلك الجمعة الفارط في أعقاب لقاء سانتاندير وألميريا، كان سعيدا للغاية لم يتحدث أبدا عن لقاء فريقه بقدر ما ظل يتحدث عن شعوره بالفخر للعب للجزائر، قال إنه ينتظر بفارغ الصبر قرب رحلته، لكنه لم يظهر مرتبكا على الرغم من أن قدومه للجزائر هو الأول من نوعه . = وهل حدثك عن الشائعات المتداولة بخصوص رفضه من بعض اللاعبين؟ == خلال زيارتي له في غرف تغير الملابس، قال لي إن أخبارا مثل هذه وصلت مسامعه، لكنه أكد لي أنه يعتبر ذلك فبركة إعلامية، مبرزا عدم ثقته في كثير من الصحفيين الذين حسبه يجرون حوارات وهمية ينسبونها إليه. وعززت ثقته بالتأكيد على أنه سيكون مرحبا به من كل اللاعبين مثلما كان عليه الحال مع مغني ويبدة وعبدون . كما وصفت له أجواء الجزائر وحرارة الجمهور الجزائري وهو ما أسعده أكثر . = ما ذا يمكن أن يضيف لحسن للمنتخب الوطني؟ == المنتخب الحالي مع لحسن سيكون أفضل من المنتخب الذي شاهدناه من قبل، سيما في مركز الوسط الذي سيكون مصدر قوة بالنظر لمميزات لحسن، الذي يملك قدرة كبيرة سواء في تكسير هجمات المنافس أو بناء الهجمات وتمكنه من تسجيل ثلاث إصابات دليل على تميزه. = أثير في الفترة الأخيرة قضية إبعاد اللاعبين الجزائريين عن تشكيلة فرقهم؟ == ما حدث للاعبي الخضر هو ضريبة الولاء للمنتخب، في أوروبا تجد عراقيل ومطبات كثيرة في وجه اللاعبين الدوليين، وما حدث لعنتر حين كان يتلقى اتصالات من مدربه ورئيسه بعدم المشاركة رغم تدخل الفيفا لخير دليل، لكن الأمر لم يكن خاصا بالجزائريين فقط بل حتى باللاعبين الأفارقة . = معذرة .. لكن دروغبا مثلا عاد إلى تشيلسي وشارك أساسيا دون أي مشكل؟ == دروغبا أو إيتو حالة خاصة لأنهما يمثلان قوة ناديهما، الأمر سيختلف مع اللاعبين الجزائريين بعد كأس العالم، لأن قيمتهم ستكون أكبر في السوق، وهو ما يجعل صورتهم بنفس صورة دروغبا أو إيتو . = كأس العالم ستكون مفيدة للاعبي الخضر، من برأيك بإمكانهم اللعب في الليغا؟ == خمسة أسماء بامكانها اللعب في إسبانيا : بوڤرة وبلحاج ويبدة وحليش ومغني، ليس بالضرورة أن يلعبوا في البارصا أو الريال لأن الليغا لا تعني هذا الثنائي فقط . = بلحاج وبوڤرة تم تداولهما بقوة في إسبانيا؟ == فعلا كلاهما متداولان في الريال والبارصا، لكنني أرى أن مكانهما الطبيعي في الفريق الكتالوني لأن لديهما ميزة اللعب الهجومي على الرغم من أنهما مدافعان، وإجادتهما لتسجيل الأهداف يجعلهما يدخلان في منظومة البارصا. وأتوقع أن يكونا قريبا في الكامب نو. = تبدو واثقا من إمكانية تقمصهما لألوان البارصا؟ == سأكشف لك سرا .. رئيس البارصا خوان لابورتا أكد لي حين التقيته رفقة رئيس مالاقا سانز في العيد الوطني الكويتي أنه مهتم شخصيا ببوڤرة وبلحاج، وقال لي إن اللاعبين الجزائريين يتواجدان ضمن 7 إلى 10 أسماء مرشحة للقدوم للبارصا في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. = إذن سنرى بوڤرة وبلحاج في الليغا؟ == هذا ما يبدو لأن بويول يحتاج إلى لاعب يساعده مثل بوڤرة، كما أن ميليتو سيغادر رسميا، فيما سيتم الاستغناء عن ماركيز . = المطلع على حواراتك مع النجوم العالميين يستشفون إظهار اسم الجزائر؟ == طبعا لا يمكن لي أن أستضيف أي نجم عالمي دون أن أتحدث عن الجزائر، فهي بلدي وأفتخر بها ولا يمكنني تفويت أي مناسبة دون ذكرها حتى تكون حاضرة بقوة، وهذا أقل شيء يمكن تقديمه للجزائر . = استضفت بن زيمة وقبله زيدان، هل يحضرك شيء مميز عنهما؟ == زيدان شخصية رائعة ويبقى من أهم اللاعبين الذين التقيتهم، لقد ساعدني كثيرا بفتحه لي الأبواب ومساعدتي لإجراء حوارات مع بعض النجوم، أبرزهم دي ستيفانو صاحب 82 سنة، إضافة إلى بعض اللاعبين، والسبب هو عشقه للجزائر ولكل ماله علاقة بالجزائر، تصور أنه في إحدى المرات أعتذر لجميع التلفزيونات، لكنه لم يرفض الحديث معي رغم الحراراة الشديدة التي كانت في ذاك اليوم. أما بن زيمة فهو شخص مميز أيضا فعلى الرغم من تقمصه ألوان فرنسا، إلا انه محافظ على العادات والتقاليد الجزائرية، ولا تنسى أنه الصديق الحميم لغزال لأنهما من حي واحد بليون، هو يتمنى دائما فوز الخضر الذين تنبأ لهم بالتأهل على حساب مصر . = قمت بمحاورة عديد النجوم، من يبقى في ذاكرتك ومن هو هدفك المستقبلي؟ == كثيرون من حاورتهم ريكارد، تشافي، رئيس الريال السابق كالديرون والعائد بيريز رئيس البارصا لابورتا، إضافة إلى إيتو ومدرب أرسنال فينغر، ويبقى الؤهم هو زيدان، فعلا تتعلم منهم أمورا كثيرة، أما هدفي المستقبلي فيبقى اللاعب محمد أبو تريكة. = لماذا أبو تريكة بالذات؟ == أبو تريكة هو الأحق بمن يمثل مصر، تصور في أوج الصراع بين المنتخبين، كان اللاعب الوحيد الذي سلم على سعدان وعلي، إنه لاعب كبير وخلوق في وقت راح بعض المصريين يشتمون الجزائر بلد الشهداء الذي يبقى أكبر منهم بكثير. = كيف تابعت الاعتداء على لاعبي الخضر والمناصرين الجزائريين؟ == بكثير من المرارة والألم، بلد يدعي الإسلام يعتدي على الجزائريين بذلك التهور، لقد شحن بعض المتعصبين الذين لا يستحقون اسم إعلاميين كل الجماهير المتعصبة لتكون النهاية مؤلمة، لكن من أخطا سيدفع الثمن، وأعتقد أن الفيفا ستفصل في القضية بمعاقبة مصر، وهو ما كشفته لي شخصيات في الفيفا . = الجزائر ستكون إلى جانب سلوفينا، أمريكا وانجلترا؟ == بإمكان الخضر أن يحققوا نتائج باهرة في المونديال رغم صعوبة المنتخبات المنافسة، اسم الجزائر عاد ليسطع في سماء الكرة العالمية، وأذكر أن مدرب إنجلترا كابيلو في حديثي معه أبدى حذرا شديدا من الخضر، حيث قال بصريح العباراة: "يجب أن نحذر من الجزائر، هو ليس منتخب نجوم، لكنه منتخب لحمة " اما ليبي فقال إن الجزائر فريق تتملكه روح قتالية عالية . = هل هناك مشروع خاص، وما جديد الجزيرة للجزائريين؟ == نعم هناك فيلم بعنوان"رحلة العرب في كأس العالم" تنقلت إلى ثمانية بلدان عربية شاركت في المونديال وهي الجزائر، تونس، المغرب، السعودية، مصر، الكويت، الإمارات والعراق. وسيكون الفيلم بشكل مميز، سيكشف العديد من الخبايا للمنتخبات المشاركة وبالنسبة للجزائر، فالأمر سيكون مختلفا، والأبرز فيه قضية تآمر النمسا وألمانيا، وسيتم بثه قبل بداية المونديال . = لو نتحدث عن مسيرتك الشخصية درست الأدب ومع ذلك اخترت أن تكون معلقا رياضيا؟ == نعم درست الأدب المقارن بمذكرة تخرج: "إبراهيم ناجي: قصيدة الأطلال لأم كلثوم" لكنني لم اكن بعيدا عن الرياضة. التي أعشقها، فمنذ الصبي انخرطت في الأصناف الصغرى مع اتحاد الحراش الذي يبقى فريقي الأول وبعدها مع أمل الأربعاء ومع المنتخب الجامعي وفي نادي الريجة الجامعي أيضا . لعبت مباراة كأس الجمهورية ضد مولودية الجزائر أمام بويش وبن شيخ، وأمام كل هذا لم يكن غريبا أن أتجه إلى التعليق . = ومن أين كانت مسيرتك الإعلامية؟ == التحقت بجريدة المنتخب الرياضية في 1989، ثم انتقلت إلى الإذاعة الوطنية في القسم السياسي،وكنت مقدم أخبار،وأصبحت بعدها معد ومذيع برنامج مغرب الشعوب، وفي نفس الوقت كنت أعمل مع جرائد منها المساء. تنقلت إلى التلفزيون فطلب مني أن أبقى في القسم السياسي وأقدم النشرة الإخبارية مع زهية بن عروس، لكني رفضت لأنني أردت أن أكون في القسم الرياضي، فقدمني شريف بن علي الذي لن أنساه أبدا وكان مذيعا للأخبار بالفرنسية إلى الزميل بن يوسف وعدية الذي كان مسؤول القسم الرياضي بالتلفزيون، وكانت هذه بداية انطلاقتي في التلفزيون بالقسم الرياضي . = رحلت بعدها إلى لندن للعمل في أول قناة فضائية عربية؟ == رحلت سنة1991 بعد أن أعجب بي السفير السعودي بالجزائر فطلب مني جواز سفري وبعد ثلاثة أيام أعطاني التأشيرة ومبلغا من المال، وقال لي إنهم ينتظرونك في لندن. فكانت الرحلة، لكن مسؤولي التلفزيون الوطني ينلهم الإعجاب، فاتصلوا بقناة "الأم بي سي": مرارا وتكرارا لإجباري على العودة، والحقيقة أنهم ساعدوني على ذلك فاتصالاتهم الكثيرة كانت سببا وراء تشبث القناة السعودية بي، وأشكرهم كثيرا على ذلك .