ترددت السلطات في الجزائر، في إبداء موقف من الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، عكس باقي الدول العربية والغربية التي سارعت إلى إدانة محاولة قلب السلطة الشرعية في الجمهورية التركية. وأصدرت دول كثيرة بيانات تنديد واستنكار لما حدث في تركيا ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي استمرت تداعياتها إلى ساعات قليلة ماضية. واكتفت الجزائر بتصريح أدلى به الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي شريف، السبت، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، طمأن فيه بخصوص "عدم وجود أي ضحايا جزائريين جراء الأحداث التي تعصف بتركيا منذ يوم الجمعة إثر محاولة الانقلاب". وقال بن علي شريف "مصالحنا الدبلوماسية والقنصلية بأنقرة وأسطنبول تتابع عن كثب تطورات الوضع وهي تعمل بالتعاون الوثيق مع تمثيلية الخطوط الجوية الجزائرية من أجل أن تتم اليوم السبت - إن أمكن- إعادة المسافرين الجزائريين العالقين إثر غلق مطار أتاتورك في اسطنبول". وأشار بن شريف أن "وزارة الشؤون الخارجية وبالنظر لاستفحال التوتر لاسيما في مدينتي اسطنبول وأنقرة، تنصح الجزائريين المتواجدين بتركيا البقاء في أماكن إقامتهم وتفادي الاختلاط بالجماهير وعدم التنقل إلا لضرورة القصوى". ولم يحمل التصريح الذي أدلى به الناطق باسم الخارجية، بن علي الشريف، أية إدانة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت النظام الحاكم في تركيا مما طرح العديد من التساؤلات حول الموقف الرسمي الجزائري وتأخره كل هذه الفترة رغم تسارع الأحداث واتضاح الصورة أكثر بإفشال السلطة الشرعية التركية الانقلاب عليها. ومن المعروف تباين تعاطي الدبلوماسية الجزائرية مع الأحداث الدولية الطارئة، فتارة تسارع إلى إبداء موقف واضح وتكون السباقة إليه، وتارة أخرى تتردد وتترقب لتخرج بموقف متأخر. وتتمسك الجزائر بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مثلما تعاملت مع مصر الإخوان ومصر السيسي والتزمت صفة المراقب في الأزمة الليبية في بدايتها، ثم طرحت مبادرة استعداد الجزائر للمّ شمل الإخوة الفرقاء في ليبيا، ورفض لأي تدخل أجنبي في شؤون ليبيا الداخلية. وتجتهد الجزائر بالتزام الحياد وعدم الدخول كطرف في أي نزاع أو أزمة في أي دولة، وعملت على حصر دورها في طرح مبادرة الحوار على الأطراف المتنازعة دون التدخل في شؤونها الداخلية.