وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية، الأربعاء، على تمديد حالة الطوارئ في البلاد ستة أشهر، في أعقاب هجوم الأسبوع الماضي في مدينة نيس وهو ثالث هجوم عنيف في غضون 18 شهراً. لكن الحكومة الاشتراكية بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند تتعرض لضغوط شديدة بشأن الأمن منذ الهجوم الذي نفذ بشاحنة. وقاد التونسي-الفرنسي محمد لحويج بوهلال الشاحنة ودهس حشوداً من المحتفلين بالعيد الوطني في 14 جويلية في مدينة نيس، مما أودى بحياة 84 شخصاً قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص. ووافقت الجمعية الوطنية على تمديد سلطات التفتيش والاعتقال التي منحت للشرطة بأغلبية 489 صوتاً مقابل 26 صوتاً قبيل فجر يوم الأربعاء. ووجهت حشود في مراسم تأبين الضحايا ملاحظات ساخرة لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، يوم الاثنين، وتعرض لانتقادات من خصوم سياسيين بسبب الهجوم. ودعا فالس أثناء تقديمه مشروع قانون حالة الطوارئ ليل الثلاثاء إلى الوحدة الوطنية. وقال "يجب أن نبقى متحدين وأن نركز اهتمامنا لأننا يجب أن نكون أقوياء في مواجهة هذا التهديد". واتهم خصومه السياسيين باستغلال المأساة حتى قبل دفن القتلى. وجدد كريستيان استروسي رئيس الحكومة الإقليمية في المنطقة المحيطة في نيس اتهاماته بوجود إخفاقات أمنية جسيمة وانتشار غير كاف للشرطة كما طالب بفتح تحقيق.
ضغوط على هولاند وحالة الطوارئ سارية في فرنسا منذ هجمات باريس في نوفمبر عندما قتل إسلاميون متشددون 130 شخصاً. ووقع الهجوم بعد اعتداء آخر في جانفي 2015 حيث قتل مسلحون 17 شخصاً في هجمات بدأت بإطلاق نار على صحفيين في مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة بعد نشرهم رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للإسلام. واستجابة لمطالب حزب الجمهوريين وهو حزب المعارضة اليميني الرئيسي تمت الموافقة على تمديد حالة الطوارئ ستة أشهر حتى أواخر جانفي 2017 وليس ثلاثة أشهر كما طالبت حكومة هولاند. ومن المقرر أن يناقش مجلس الشيوخ نظام الطوارئ، يوم الأربعاء، قبل أن يصبح قانوناً. ويسمح المشروع للشرطة بتفتيش المنازل والاعتقال دون الحصول على موافقة مسبقة من القضاء. كما يسمح لها بتعقب الاتصالات الإلكترونية والهاتفية بحرية أكبر. وأضعفت الهجمات فرص هولاند في الفوز بفترة جديدة في انتخابات العام المقبل بعد أن تضررت بالفعل بسبب فشله في الحد من البطالة. ودفاعاً عن سجل حكومته قال وزير الداخلية برنار كازنوف في مقابلة مع صحيفة لوموند: "لا يمكن درء المخاطر تماماً" حتى مع اتخاذ كل الإجراءات. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن هجوم نيس، لكن لم يظهر دليل دامغ بعد على أن المهاجم البالغ من العمر 31 عاماً كان على اتصال مباشر بالتنظيم. وقالت فرنسا، إنها ستعزز مشاركتها في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لمهاجمة قواعد للتنظيم المتشدد في العراق وسوريا. ويزور وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان الولاياتالمتحدة حالياً للقاء الأعضاء الآخرين في التحالف وبحث سبل تعزيز الجهود العسكرية ضد التنظيم.