مرضى في حالات استعجالية تؤجل مواعيدهم ل4 أشهر يضطر الأطباء المختصون إلى العمل بالدّوام أو العمل مرّة كل ثلاثة أيام بسبب نقص القاعات الكافية لإجراء فحوصاتهم للمرضى، وهو ما يدفع بالمئات من المرضى ممّن تيسّرت حالتهم إلى مستشفيات العاصمة وتيزي وزو لأن حالتهم الاستعجالية لا تتطلب الانتظار. * تسبّب مشكل ضيق القاعات بالعيادة متعددة الخدمات بدلس في حرمان 35 طبيبا مختصا من ممارسة مهامهم بشكل عادي، وكذا عشرات المرضى الذين يتوافدون على المستشفى من الالتزام بمواعيدهم الطبية، وهو الأمر الذي يضاعف من أزماتهم الصحية نظرا لتأجيل مواعيدهم لأربعة أو خمسة أشهر كاملة. * وقد وقفنا عند زيارتنا للمستشفى عن الحالة التي تشهدها القاعة متعددة الخدمات يوميا والطوابير العالية للمرضى كل بموعده، ومع ذلك لا يتكفّل بحالاتهم لأن القاعة الوحيدة المخصصة للأطباء المختصين لا تستوعب العدد الكبير للمرضى، وفي أسوإ الحالات يجد الأطباء أنفسهم في بطالة رغما عنهم. * وقد عمّر هذا المشكل سنين طويلة قبل أن يتعرّض المستشفى لكارثة حقيقية كادت أن تأتي عليه بالكامل، جرّاء الفيضانات التي شهدتها المنطقة في ديسمبر 2007 حيث تضررت هياكلها بنسبة فاقت 60 بالمائة، وانهارت نصف حظيرة المستشفى بمساحة 15مترا مربّعا كما تسبّبت الأمطار في انهيار الجدار الواقي للعيادة، والخطر الكبير أن أساس العيادة أضحى هو الآخر مهدّدا بالانهيار بحكم وجوده بالقرب من الواد الذي جرف معه مساحات من الأتربة إلى البحر، كما أدت قوة العاصفة حينها إلى تحطيم أبواب ونوافذ الطوابق السفلى للعيادة وتشقق كل الجدران المحاطة بالمستشفى. وعلى العموم قدّرت مصالح مديرية العمران تلك الخسائر بقيمة مليار و600 مليون سنتيم . * وفي لقاء مع مدير المستشفى قاسي أعمر أكّد ل"الشروق اليومي" أن المشكل الذي حصل أن مدينة دلس خلال تلك الفيضانات لم تصنّف على أساس أنها منطقة منكوبة في حين أن هناك مناطق أقل ضررا صُنّفت في الخانة الحمراء ورُصدت لها أموال ضخمة من أجل الترميم وإعادة التهيئة. * وأسوأ ما في الأمر أن المستشفى استفاد من بعض الأعمال الترقيعية حيث أعيدت تهيئة مصلحة الاستعجالات الطبية وفقا للشروط العصرية لكن أساس العيادة ظلّ على حاله ومازال إلى يومنا هذا يشكّل خطرا، وما إن تطأ قدمك الطابق العلوي تشعر باهتزازات جدران وسقف البناية. * ولهذه الأسباب تمّ إعداد بطاقة فنية للعيادة متعددة الخدمات وتم تسليم الملف إلى مديرية الصحة لولاية بومرداس، فقد طالب مدير المستشفى حسب ما صرّح به تحويل الطابق الأرضي إلى قاعات الفحوصات الطبية المتخصّصة، وبالتنسيق مع مديرية الصحة تم إسناد المشروع في 2008 لمكتب دراسات متخصّص لكن هذا الأخير لاحظ الخطر المتواجد بالطابق الأرضي وطالب بمعاينته من قبل هيئة المراقبة التقنية للبنايات، وهو ما تم فعلا بعد حضور هيئة المراقبة التقنية للبنايات التي طالبت بوقف الأشغال إلى غاية تدعيم المنشأة بحصة مالية مضاعفة. * وكشف السيد قاسي أنه تم رصد مبلغ 7ملايير سنتيم سنة 2009 في إطار قانون المالية 2010 من أجل إعادة تنصيب المكاتب المتخصصة وتوسيع قاعة متعددة الخدمات، وقد أسند المشروع للمرة الثانية لمكتب دراسات آخر يشرف على الإنتهاء من دراسته قبل أن يتم تعيين المؤسسة التي ستتكفّل بالأشغال. * وقال مدير المستشفى إن هذا التأخّر كان من المفروض استدراكه لو أنه تم تسليم العيادة متعددة الخدمات المقرّر إنجازها بحي المدينةالجديدة.