أصبح المغرب الوجهة الأولى للجزائريين الراغبين في إبطال السحر، بحجة عدم تمكن الرقاة "المحليين"، من تخليصهم من السحر الأسود الذي يعانون منه من جهة وكذا بسبب المبالغ الخيالية التي يشترطها بعض الرقاة المعروفين بمقدرتهم على إبطال السحر وإخراج الجن من جسد الإنسان. أكدت "أسماء" التي التقتها "الشروق" بعيادة للحجامة بالعاصمة، أنها كانت تعاني مما قالت إنه "السحر الأسود" وأنها كانت تجهل أن سبب مرضها هو السحر الذي أكلته، حيث سافر بها والداها إلى مختلف الدول الأوروبية وحتى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل العلاج، إلا أن حالتها كان تسوء من يوم إلى آخر، وأشارت "أسماء" صاحبة 22 ربيعا وهي وحيدة والديها أنه لم يكن يأمل أحد في شفائها بسبب الحالة التي كانت عليها، وأضافت أنه بعدما عجز الأطباء عن علاجها في آخر رحلة علاج إلى أمريكا عاد بها والداها إلى الجزائر، حيث تم عرضها على راق، وثبت أنها تعاني من السحر الأسود حسب تصريحها، وأضافت "أسماء" وهي تروي تفاصيل المعاناة التي عاشتها: "أصبحت أتردد على الرقاة بشكل مستمر من أجل التخلص من السحر الذي أعاني منه ولكن أهلي فضلوا التوجه بي إلى المغرب من أجل إبطاله لدى "شيوخ" معروفين باحترافهم إبطال السحر بسبب المبالغ المالية الخيالية التي أصبح يشترطها الرقاة مقابل رقيتها، حيث أصبحوا يشترطون مبلغ 5000 دج جزائر للساعة الواحدة فقط، لكن من دون جدوى"، وأضافت في سياق متصل: "أنا نادمة لأنني توجهت نحو ساحر من أجل فكّ السحر المميت الذي كنت أعاني منه رغم أن قرار والديّ جاء بعد معاناتهما الكبيرة بسبب ما أصابني وأنصح كل من قرأ قصتي بالاكتفاء بالرقية لأن كلام الله أفضل دواء".
إعلانات في الفضائيات لاستدراج ضعاف النفوس لم تكن "أسماء" هي الوحيدة التي فضلت السفر إلى المغرب من أجل تخليها من السحر الأسود، "هشام" كذلك شاب يبلغ من العمر 24 سنة قام أهله بتزويجه بعد تعرفه على فتاة تصغره بسنتين، حيث نشأت بينهما علاقة حب متينة، غير أنهم فوجئوا بعدها بأنه بات لا يدخل البيت إلا نادرا وأصبح يتردد على الملاهي الليلية بعدما تعرف على امرأة تكبره بأكثر من عشرين سنة حيث يقضي كل ساعات الليل في السهر والشرب رفقة تلك المرأة، الأمر الذي أدى إفساد علاقته بزوجته الشابة وحتى بوالديه، حيث أصبح والده يضطر كل ليلة إلى الذهاب وإخراجه من الملهى الليلي الذي كان يتردد عليه، ولأن أمه ووالده كانا يشكان في معاناة ابنهما من السحر، نقله أبوه إلى المغرب من أجل فكّ السحر، بعد متابعتهما لأحد الإعلانات التي تبثها القنوات الفضائية لشيوخ معروفين في المغرب بتمكنهم في مجال فكّ السحر.
الشيخ كمال: إبطال السحر بالسحر شرك بالله! أكد الشيخ كمال، إمام مسجد أبو بكر الرازي بالكاليتوس في العاصمة في اتصال مع "الشروق"، أن إبطال السحر بالسحر هو شرك بالله، مشيرا إلى أنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء، ودواء السحر والعين والمس والحسد موجود في القرآن والسنة. وأوضح الشيخ كمال، أن الدافع الأول للجوء المصابين بمختلف الأمراض الروحانية إلى المشعوذ، هو ضعف الوازع الديني لدى الناس وانتشار مختلف أشكال الشعوذة والدجالين في كل مكان. وتابع قائلا: "يلجأ ضعاف النفوس إلى هؤلاء المشعوذين، وذلك لطلب الشفاء والعلاج منهم. هذا ما يجعلهم في مرض دائم لأن هؤلاء الدجالين يستعينون بخدام السحر لإبطال السحر ولكن ذلك لا يعطيهم إلا المرض ولا يزيد ذلك حالتهم إلا سوءا". وأكد الشيخ كمال أن اللجوء إلى السحرة والعرافين شرك بالله لأن الله عز وجل هو الذي يضرك وهو الذي يحفظك من كل سوء، فقد قال الله عز وجل "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف إلا هو"، مشيرا إلى أن الأصل في الرقية هو الرقية بالقرآن الكريم وبأحاديث الرسول، وكما ثبت عن النبي الكريم أنه رقى نفسه بسورة "الفلق"، مؤكدا أن هؤلاء الذين يلجؤون إلى المشعوذين إنما يضيّعون أوقاتهم وأموالهم، ويخسرون آخرتهم دون تحقيق أي علاج لأن الساحر الذي يلجؤون إليه من أجل تخليصهم من السحر، إنما يعقد اتفاقا مع خادم السحر الذي وضع لهم بالبقاء في بيت الشخص المسحور، وبالتالي فمرضهم سيستمر وسيضر السحر حتى بأولادهم، وسيبقى خادم السحر أو الجن الطيار الذي كلف بحراسة السحر في البيت ولا يزول هذا الشر إلا بالقرآن الكريم.