فرضت مواضيع الإسلام والعلمانية والهجرة نفسها بشكل كبير على الحملات الانتخابية للمرشحين الساعين للفوز بترشيح اليمين لهم، استعدادا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة العام المقبل. فرضت مواضيع الإسلام عبر أزمة البوركيني الأخيرة ومضاعفاتها، والعلمانية والهجرة نفسها على ال 13 مرشحا للفوز بترشيح حزب "الجمهوريون" اليميني خلال انتخابات تجري في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من نوفمبر المقبل، استعدادا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة العام المقبل.
أزمة "البوركيني" تشعل المنافسة بين ساركوزي وجوبيه والمنافسة محتدمة جدا في هذا الإطار بين رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي الساعي للعودة إلى قصر الإليزيه، وبين رئيس الحكومة الأسبق آلان جوبيه الذي تعطيه استطلاعات الرأي تفوقا على ساركوزي. وسيختار مؤتمر لحزب "الجمهوريون" في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل مرشح اليمين لهذا السباق. وأخذت حملة ساركوزي طابعا يمينيا متشددا منذ أعلن رسميا ترشحه للفوز بترشيح حزبه له في الثاني والعشرين من أوت. فهو يدافع بقوة عن حظر البوركيني ويطالب بمنع الحجاب في الجامعات وبإلغاء لم الشمل لدى المهاجرين. إلا أن آلان جوبيه اختار نهجا مختلفا. وأكد أمام أنصاره قرب باريس رغبته ب"العمل على الجمع بدلا من الدخول في المزايدات". ويقدم جوبيه نفسه على أنه معتدل و"الرجل المناسب" لهذه المرحلة، في الوقت الذي تتعرض فرنسا لاعتداءات جهادية عنيفة، ويتفاقم الجدل حول العلاقة مع الإسلام عبر أزمة البوركيني. أما ساركوزي فقال "لن أكون مرشح التسويات وإخفاء الحقائق وأنصاف الحلول حول الهجرة والمواضيع الأخرى" موجها الانتقادات لمنافسه اليميني آلان جوبيه. وقال ساركوزي "لا نريد مظاهر انتماء خارجية تدل على ديانة في بلادنا" معلنا أمام شبان حزبه "الجمهوريون" عزمه على الدفاع عن "نمط عيش الفرنسيين". ورد جوبيه على ساركوزي الأحد قائلا "إن فرنسا متنوعة وهذا ما لن أتراجع عنه. نحن لا نتحدر من أصول واحدة ولون بشرتنا ليس واحدا، ولا ننتمي إلى دين واحد، وهذا ما يجب احترامه". وتابع في حديث مع إذاعة "أوروبا-1" "أين يجب أن نوقف الهستيريا التي تضرب المجتمع الفرنسي اليوم؟ هل سنمنع غدا ارتداء التنورة الطويلة في المدارس؟". وإضافة إلى معارضته لإقرار قانون يحظر ارتداء البوركيني، أعلن جوبيه خلال الأشهر الأخيرة معارضته حظر ارتداء الحجاب في الجامعات أو حظر وجبات الطعام البديلة لتلك التي تحتوي على لحم الخنزير في المدارس، وهو ما يطالب به ساركوزي باسم العلمانية. كما أعلن رفضه لمطلب آخر لساركوزي هو التمكن من الحجز الوقائي لمشتبه بهم بالتشدد الإسلامي في مراكز توقيف إدارية، مؤكدا أنه يرفض "غوانتانامو فرنسية يحتجز فيه آلاف الأشخاص من دون محاكمة". ويعتبر اختيار مرشح اليمين مهما للانتخابات الرئاسية في فرنسا المقررة عام 2017، خصوصا أن الخلافات في معسكر اليسار كبيرة جدا ولا تزال شعبية الرئيس الاشتراكي الحالي فرانسوا هولاند متدنية جدا. ولن يعلن هولاند قراره بالترشح من عدمه لولاية جديدة قبل نهاية العام الحالي. والفائز بترشيح حزب "الجمهوريون" سيكون في موقع جيد للوصول إلى الإليزيه في ماي 2017، حيث سيواجه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي تؤكد كل استطلاعات الرأي أنها ستصل إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية. وإضافة إلى التهديدات الجهادية فإن الخطاب اليميني المتشدد لساركوزي يفسر بسعيه لجذب قسم من مناصري الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة. ومع تشابه البرامج الاقتصادية لمرشحي اليمين فإنهم يختلفون حول مقاربة مواضيع الإسلام والاندماج والهجرة. وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة أن آلان جوبيه يتقدم على ساركوزي للفوز بترشيح اليمين، إلا أن استطلاعا ل"تي إن إس سوفريس" أعلنت نتائجه الأحد كشف عن تقارب نتيجتي الاثنين. وسيتنافس 13 مرشحا للفوز بترشيح حزب "الجمهوريون" خلال انتخابات تجري في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من نوفمبر المقبل. وإضافة إلى ساركوزي وجوبيه هناك مرشحان اثنان رئيسيان هما فرانسوا فيون رئيس الحكومة الأسبق في عهد ساركوزي والوزير السابق برونو لو مير.