نفذّ مجموعة من الشباب من حي بوخضرة بالبوني بولاية عنابة، عشية الأحد، هجوما عنيفا على مستوى حي جوانو بوسط مدينة عنابة، مستعملين سكاكين وخناجر وسيوفا كبيرة تستعمل في تقطيع الشاورمة، محدثين هلعا وفزعا كبيرين وسط سوق الحي، عندما كانوا في مطاردة شاب، يبلغ من العمر 28 سنة، يشتغل منظم رحلات هجرة غير شرعية نحو إيطاليا، كان منذ، نحو أسبوعين، قد وعد هؤلاء الشباب، وعددهم 12 شابا ينحدر جلهم من حي بوخضرة، بتمكينهم من الهجرة غير الشرعية، على متن قارب تقليدي الصنع مزود بمحرك، قال إنه اقتناه من شاب من بلدية الشط ولاية الطارف. وأخذ من المتهمين الضحايا مبلغا ماليا قدره 100 مليون سنتيم، غير أنه فرّ بعد ذلك نحو وجهة مجهولة، واختفى عن الأنظار، تاركا الضحايا في حيرة من أمرهم، بعد جملة من الوعود، قبل أن يقوموا بالهجوم على الحي، في محاولة لاقتحام منزله الواقع بحي جوانو، لتنشب شجارات عنيفة باستعمال الخناجر والسيوف، أسفرت عن إصابة شخصين، بجروح بليغة على مستوى نقاط مختلفة من جسديهما، ما استدعى تحويلهما على مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة، قبل أن يحول أحدهما على العناية المركزة، إذ مازال يرقد على مستواها بسبب خطورة الإصابات التي تعرض لها والنزيف الدموي الحاد الذي تعرّض له. وذكر مصدر "الشروق" أن الأحداث العنيفة التي عرفها الحي خلفت خسائر مادية كبيرة لدى التجار على مستوى السوق، وأحدثت هلعا كبيرا في أوساط السكان، الذين استنجدوا بمصالح الشرطة، التي حضرت على الفور وقامت بمطاردة المهاجمين، ونجحت في توقيف ثلاثة منهم، بينما لا يزال البحث جاريا عن البقية، وتسعى ذات المصالح إلى توقيف البارون قبل وصول الفاعلين إليه، للحيلولة دون وقوع جريمة، وجدير بالذكر أن الأسابيع الأخيرة قد عرفت تناميا رهيبا لظاهرة الهجرة غير الشرعية من سواحل مدينة عنابة، في عودة قوية للظاهرة جعلت من قوارب الحراقة تنطلق من مختلف الشواطئ المعزولة، في كل يوم وكل ليلة وفي كل ساعة تقريبا.