الرئيس الأسبق الشادلي بن جديد انطلق أمس المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، وسط حضور نوعي وكمي مكثف وضيوف شرف من الداخل والخارج، وغياب للأمناء العامين السابقين للحزب، فلا عبد الحميد مهري، ولا علي بن فليس حضرا، فيما اكتفى بوعلام بن حمودة بتسجيل حضوره في الصفوف الخلفية، بينما اصطفّ في مقدمة القاعة وزراء حكومة أحمد أويحيي من الآفلان والأرندي، والوزراء غير المتحزبين يتقدمهم الوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني عبد المالك قنايزية، ولأول مرة منذ تنحيه من الآفلان لبى الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد دعوة الحزب العتيد، وتخلف أحمد بن بلة وعلي كافي، ولم يستجب اليمين زروال لدعوة حضور المؤتمر، الذي اختار العودة بالحزب للعمل بالهياكل السابقة المتمثلة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي. * المؤتمر التاسع للأفلان، الذي تحتضنه القاعة البيضاوية بمركب 5 جويلية الأولمبي، على مدار ثلاثة أيام، والذي تشرف على عملية تنظيمه الجهات الأمنية، فرض إعادة تهيئة لمحيط القاعة البيضاوية، حيث شهد إقامة 5 صوانات كبرى، خصصت كملاحق للقاعة البيضاوية، حيث ضم كل صوان أشغال اللجان التي نصبت لدراسة مشروع القانون الأساسي، والتقرير الأدبي والمالي وغيرها، كما خصص 3 منها كمطاعم للمندوبين الذين قارب عددهم ال5 مندوب . * الكم الهائل للمندوبين في مؤتمر الآفلان جعل القائمين على التنظيم يفتحون أبواب المركب الرياضي عند حدود الساعة السابعة صباحا، ليتوافد تباعا المندوبين والضيوف معا، فيما وصل أمين عام الآفلان عبد العزيز بلخادم، عند حدود الساعة ال 8 و50 دقيقة ويلتحق مباشرة بالقاعة الشرفية، قبل أن يضطر لمغادرتها إلى الخارج وتحديدا عند المدخل في مناسبتين الأولى لدى وصول الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، الذي وصل عند حدود الساعة التاسعة والنصف وثانيها عند وصول الأمين العام للآرندي الوزير الأول أحمد أويحيي الذي وصل بعد وصول الشاذلي بن جديد بحوالي نصف ساعة تماما. * توزيع شارات الدخول والتي كانت قد أثارت حرب دروس عشية يوم الخميس بالمقر المركزي للأفلان بحيدرة، لدرجة تسببت في تعطيل حركة المرور في كل المحاور الطرقية الواقعة بمحيط مقر الحزب، حرمت الكثير من الوجوه الجديدة من حضور المؤتمر بمن فيهم من الجالية، ولم يسجل أي من الأسماء القديمة في الآفلان أو ما يعرف بالحرس القديم تخلفا عن هذا الموعد السياسي، فقد حضر وزير الداخلية الأسبق، الذي شغل منصب مدير عام الأمن الوطني الهادي لخضيري، كما حضر العقيد محمد عطايلية، وبلعيد عبد السلام وسفير الجزائر بالقاهرة عبد القادر حجار، وعبد الرحمان بلعياط، ومحساس ومحمد عليوي وغيرهم. * كما سجل حضور بعض الوجوه المحسوبة على الأمين العام السابق للأفلان علي بن فليس، كأمين سر المكتب السياسي في عهده عبد السلام مجاهد، و بوعلام بن حمودة الذي التزم الصفوف الخلفية، كما حضر كل وزراء الأفلان في الحكومة ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، وسابقه المبعد عمار سعداني الذي تنبأت العديد من الأطراف بعدم توجيه دعوة الحضور له. * وعملا بالأعراف حضر أمين عام الأرندي أحمد أويحيي، ورئيس حمس أبو جرة سلطاني وزعيمة حزب العمال لويزة حنون، ورئيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، والقائد العام للكشافة الجزائرية، ورؤساء عدد من التنظيمات الجماهيرية الأخرى، غير أن اللافت للنظر هو حضور وزراء الحكومة غير المتحزبين والمنتمين للأرندي كوزير المالية كريم جودي، ووزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عبد الحميد بصالح، ووزير الاستثمار عبد الحميد تمار، ووزير الموارد المائية عبد المالك سلال، ووزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، ووزير البيئة والسياحة شريف رحماني . * وغاب الرمز عبد الحميد مهري عن المؤتمر التاسع، وغاب "لمغضوب عليه" علي بن فليس، وحضر الكثيرون، يتقدمهم الرئيس الشاذلي بن جديد وسخّرت قيادة الأفلان إمكانيات ضخمة وتولت مصالح الأمن مهمة التنظيم، وحضرت إطارات الدولة، غير أن كل هذا أبقى حرب المواقع بين ديناصورات الأفلان كسمة بارزة.