علقت الولاياتالمتحدة، الاثنين، المحادثات مع روسيا بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا واتهمت موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق أبرم في التاسع من سبتمبر كان يهدف إلى وقف أعمال العنف وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. ويشير تأكيد انهيار المحادثات الروسية الأمريكية بشأن سوريا إلى أمل ضئيل إن لم يكن معدوماً في التوصل إلى حل دبلوماسي قريب لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام ونصف العام والتي قتلت مئات الآلاف وشردت 11 مليوناً. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان: "الولاياتالمتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية التي فتحت مع روسيا للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية". وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث آخر مرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، يوم السبت، بعد أن هدد كيري الأسبوع الماضي بالانسحاب من المحادثات. وفي موسكو قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لوكالات أنباء روسية، إن الولاياتالمتحدة تحاول إلقاء اللوم على روسيا التي حاولت في الأيام الأخيرة دعم الاتفاق. لكن القوات الحكومية السورية بدعم من جماعات مدعومة من إيران والسلاح الجوي الروسي كثفت منذ الأسبوع الماضي هجومها على المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو فصائل المعارضة المسلحة في حلب وقصفت مستشفيات وإمدادات المياه. وقال مسؤول مخابراتي أمريكي، إن حملة القصف "واحدة من الحملات الأكثر دموية" منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "استخدمت هذه الضربات الجوية التي تركز أغلبها على حلب مجموعة واسعة من الذخائر الفتاكة بما في ذلك البراميل المتفجرة والقنابل الحرارية والذخائر الحارقة والقنابل العنقودية والقنابل الخارقة للحصون". ومن المحتمل أن يؤدي إنهاء المحادثات إلى تفكير أمريكي أكبر في الخيارات العسكرية مثل تقديم أسلحة أكثر تعقيداً ودعم لوجستي وتدريب للفصائل السورية المسلحة بشكل مباشر أو عبر دول الخليج العربي أو تركيا. لكن السرعة التي انهار بها اتفاق وقف إطلاق النار بعد قصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في سوريا أخذت فيما يبدو بعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على حين غرة دون خطة واضحة بشأن طريق فوري للمضي قدماً. الإبقاء على قناة اتصال وأوباما ليس على استعداد للمشاركة بشكل أكبر في حرب ثالثة بالعالم الإسلامي وقال مسؤولون أمريكيون، إنه من غير المرجح أن يفعل ذلك في ظل بقاء أقل من أربعة أشهر على نهاية ولايته. وقبل إعلان، يوم الاثنين، مباشرة علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقاً مع الولاياتالمتحدة بشأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة في مؤشر على أنه على استعداد لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في خلافاته مع الولاياتالمتحدة بشأن أوكرانياوسوريا. ورفض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية الربط بين تعليق المحادثات بشأن سوريا وإعلان بوتين. ووسط توترات متزايدة أعلنت وزارة الخارجية، أن أكبر دبلوماسي أمريكي للشؤون الأوروبية بما في ذلك الشأن الروسي سيتوجه إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس بشأن ضم روسيا لمنطقة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014. وفرضت الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بسبب تحركاتها في القرم. وقال كيربي، إن الولاياتالمتحدة ستستمر على تواصل مع الجيش الروسي لتجنب المواجهات العسكرية العرضية فوق سوريا. لكنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستسحب كل الطواقم التي أرسلتها للتحضير للتعاون العسكري مع روسيا بموجب اتفاقية الهدنة. وقال كيربي: "للأسف لم تلتزم روسيا بتعهداتها.. وكانت إما غير راغبة أو غير قادرة على ضمان التزام النظام السوري بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو". وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، إنه "يأسف بشدة" لإعلان الولاياتالمتحدة لكنه تعهد "بالدفع بقوة باتجاه حل سياسي" لإنهاء الحرب. ويأتي نبأ تعليق المحادثات في الوقت الذي قال فيها دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيبدأ، يوم الاثنين، بحث مسودة قانون يحث الولاياتالمتحدةوروسيا على ضمان تطبيق هدنة فورية في حلب. وقال سفير الصين لدى الأممالمتحدة ليو جيه يي، إن الوقت قد حان لمزيد من التعاون لكن السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة ماثيو ريكروفت قال إنه لم يفاجأ من تصرف واشنطن. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين، إن روسيا تريد تجنب "كارثة إنسانية" وتختار أهدافها بعناية. وأضاف تشوركين: "سمح للوضع بالتحول إلى هذه الفوضى الفظيعة ونحاول إيجاد سبيل للخروج منه ونحاول التأكد من أن الأعلام السوداء لن ترفع فوق دمشق"، في إشارة إلى أعلام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).