لم تفصل وزارة الثقافة في ملف تعيين مدير الثقافة لولاية إيليزي، رغم مرور عام على مغادرة المدير السابق للثقافة الذي أحيل على التقاعد، وبذلك يسجل قطاع الثقافة تأخرا يعتبره متابعون لشؤون القطاع بغير المعقول، إذ كيف يمكن أن يتم تجاهل قطاع يعتبر مهما في ولاية تضم أكبر حظيرة ثقافية في العالم، ممثلة في الحظيرة الثقافية للطاسيلي نازجر، التي توصف كذلك بكونها أكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق في العالم، والتي تقدر مساحتها بحوالي 138 ألف كيلومتر مربع. حيث تضم الولاية المديرية العامة لديوان الحظيرة المذكورة، يضاف إلى ذلك الموروث المادي المتعدد والمنوع بالولاية، ممثلا في تراث مادي من قصور قديمة بعدد من مدن الولاية، ولعل أهمها القصور الثلاثة بمدينة جانت العريقة، وأثار قديمة، تعود إلى العهد الاستعماري وما قبله بكل من إيليزي، برج الحواس، وبرج عمر ادريس، هذا عدا عن الموروث الفكري واللامادي والتي من بينها المهرجان السنوي "السبيبا" الذي حاز التصنيف العالمي قبل عام من قبل المنظمة اليونسكو بوضعه إرث لامادي عالمي للإنسانية وكذا تسيير المرافق الثقافية للولاية. ويطرح ثقل تسيير كل هذه الملفات، تساؤلات جدية عن تأخر وزارة الثقافة في تعيين مديرا للقطاع، يتفرغ لمتابعة كل تلك الملفات التي يعتبر الزمن عاملا مهما فيها، بسبب الركود الذي قد يتسبب فيها غياب مسؤول كامل الصلاحيات في تسيير القطاع الذي يسير حاليا بالنيابة لفترة تجاوزت العام، ناهيك عن التدهور الذي قد يطال بعض الموروث الثقافي من قصور قديمة، لم تكن كل الوعود التي أطلقها الوزراء السابقون جدية أو حقيقية بدليل بقاء الوضع على ما هو عليه، حتى دامت كل العمليات المسيرة من طرف القطاع، إجراءات التقشف التي تسببت في تجميد جميع مشاريع القطاع، التي لم تعرف تقدما يذكر حتى قبل ذلك.