يبدو أن فرحة العملاق الكوري الجنوبي بسحب البساط من شركة "آبل" المنافسة الرئيسية للمجموعة لم تكتمل، بعد النكسة التي أصابت الشركة جراء تعرض هاتفها غالاكسي "نوت 7" إلى خلل في بطارياته التي ينبعث عنها دخان قد يؤدي إلى انفجار الجهاز، جاء هذا بعد بعد الإبلاغ عن أكثر من 40 حادثة، آخرها في مدينة فلوريداالأمريكية، ماجعلها تقرر توقيف إنتاج أحد المنتجات الأكثر تقدما وتكلفة من نوعه في السوق، ماسبب لها تراجعا كبيرا في البورصة صباح الثلاثاء، اذ انخفض سعر أسهمها في سول بنسبة 4.85 %، وهو مايكلف الشركة خسائر حسب "ستراتيجي اناليتيكس" الإختصاصية في أنظمة الهواتف المحمولة في المجموعة أزيد من 10 ملايير دولار . الأزمة التي تعرضت لها سامسونغ جعلتها تبلغ شركائها في العالم بإستعادة 2.5 مليون جهاز على الأقل من 10 أسواق وهو ما أعلنت عنه تقارير إعلامية كورية التي أفادت أن الثغرة التقنية التي أوقعت العملاق الكوري ستكلفه أكثر مما توقع، وهو ماسيجعل الساحة فارغة لغريمه "آبل" في السوق العالمية الذي سجلت أسهمها في بورصة وول ستريت ارتفاعا بنسبة 1.74 % ليصل إلى 116.05 دولارا. وقد واجهت سامسونغ إنتقادات لاذعة من طرف شركات الطيران الكبرى في الولاياتالمتحدةوأستراليا التي شددت على حظر استخدام غالاكسي "نوت 7" من قبل الركاب، مما أوجب إخلاء طائرة ركاب في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي، ومطالبة المسافرين المالكين للجهاز بضرورة إطفائه، وأصدرت الهيئة الامريكية للطيران المدني "اف ايه ايه" من ناحيتها توصيات جديدة تطلب فيها من الأشخاص الحائزين على هواتف "غالاكسي نوت 7" عدم تشغيلها أو شحنها خلال الرحلات الجوية وعدم نقلها في حقائب الشحن، وهو ما أيده رئيس الوكالة الامريكية لسلامة المستهلكين "سي اس بي سي" أليوت كاي. ومن جانبها قالت شركة "آي تي آند تي" AT&T، ثاني أكبر شركات الإتصالات بالولاياتالمتحدة، إنها ستوقف تبديل الهاتف "غالاكسي نوت 7"، وإنها ستعوض العملاء بهواتف أخرى من إنتاج شركة سامسونغ أو غيرها من الشركات التي يختارونها، وقالت شركة "تي-موبايل" T-Mobile، إنها ستوقف مؤقتا مبيعات "غالاكسي نوت 7" الجديدة، حتى تنتهي سامسونغ من التحقيقات التي تجريها بشأن وجود مشكلة في بطارية الهواتف المستبدلة، بينما قالت شركة "تلسترا" Telstra، التي تعد أكبر شركة اتصالات في أستراليا، إن شركة سامسونغ أوقفت توريد النسخ الجديدة من الجهاز. وجاء في بيان للشركة الثلاثاء نشرته وسائل إعلامية كورية، إن "سلامة المستهلكين من أولويتنا سامسونغ، لهذا تم إبلاغ كل الشركات المشغلة وبائعي التجزئة توقيف بيع هواتف "غالاكسي نوت 7" خلال فترة التحقيق، كما نصحت جميع الزبائن الحائزين على الجهاز أو تلك المستبدلة ب"إطفاء" هذه الأجهزة و"التوقف عن إستخدامها". وقد نشرت صورا كثيرة لهواتف "غالاكسي نوت 7" متفحمة على شبكات التواصل الاجتماعي مما شكل ضربة قوية للمجموعة التي تؤكد أنها الأفضل في مجال الإبتكار والنوعية، حيث لاقت العديد من التعليقات مفادها الإستفسارات حول كيفية الإستبدال وعن القيمة المالية للجهاز المستبدل، فيما يفكر آخرون اللجوء إلى الغريم "آبل" بعد سنوات من الريادة، كما ذهب الطرف المحايد إلى ترك القضية للتحقيق لكشف نتائجها النهائية، وعدم التخلي عن العلامة. وفي إنتظار ماقد تسفر عنه التحقيقات تفقد سامسونغ ريادتها في قائمة أفضل الشركات في مجال صناعة وإنتاج الهواتف الذكيةن بعد سقوط أسهمها في البورصة أمام الغريم "آبل".