قصد ملعب كرة القدم لممارسة هوايته المفضلة كعادته، بعد ما لبس بذلته الرياضية، إلا أنه لا يعرف ما يخبئ له القدر، من مأساة كادت أن تخطف روحه، لولا تدخل مصالح الدرك الوطني في اللحظة المناسبة، حيث تعرض لأبشع طرق التعذيب والتنكيل بإستعمال أدوات حديدية على يد عصابة إجرامية حولته إلى جثة هامدة غارقة في دمائها . تفاصيل هذه التراجيديا تعود إلى يوم 24 مارس الفارط في حدود الساعة الخامسة والنصف، أين قامت مجموعة تتكون من خمسة أشخاص باختطاف الشاب "فوزي" البالغ من العمر 20 سنة أمام ملعب كرة القدم "بلعوادي" المحاذي للطريق الرابط ما بين الكاليتوس والأربعاء، مستعملين أسلحة بيضاء، حيث قاموا بضربه وتقييده وتغطية وجهه بكيس بلاستيكي أسود وأدخلوه في سيارة أحدهم من نوع "406"، ثم أخذوه إلى أحد حقول البرتقال المحاذي للطريق الوطني الرابط بين البليدة والعاصمة، أين قاموا بعملية إستنطاقه على طريقة رجال المباحث، ثم قاموا بالإعتداء عليه وذلك بتعذيبه وتنكيله باستعمال قضيب حديدي وكماشة وسكاكين بطريقة "تناوبية"، حيث سببوا له جروحا خطيرة على مستوى كل أنحاء جسمه إلى درجة أنه كاد يفقد جزءا من أصبعه بيده اليمنى دون رحمة أو شفقة بطريقة جعلته يفقد وعيه إلى درجة الإغماء عليه، بعدها قاموا بوضعه في الصندوق الخلفي للسيارة للتخلص منه ورميه في الوادي القريب من منطقة التعذيب... لكن رحمة الله أوسع من كل شيء، فإذا لم تحن ساعة الموت لا يمكن لأي كان أن يسبقها الا بقدرة القادر، فقبل أن تتحقق رغبة هؤلاء المجرمين تمكنت مصالح الدرك الوطني للأربعاء خلال حاجز أمني قامت به في مدخل البلدية وبالضبط في المنطقة المسماة "الفحص" من إنقاذ الشاب من موت مؤكد، حيث تفطن في الوقت المناسب، أين شعر بسرعة السيارة تقل تدريجيا، فبدأ بضرب الباب الخلفي للسيارة، الشيء الذي جلب انتباه رجال الدرك الذين قاموا بإيقاف السيارة وتفتيشها، حيث عثروا على الشاب "فوزي" الذي كان في حالة يرثى لها وجسمه ملطخ الدماء، ما استدعى إلى نقله على جناح السرعة إلى مصحة الأربعاء، حيث قدمت له الإسعافات الأولية قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى "سليم زميرلي"" بالحراش لخطورة وضعه. فيما تم اقتياد العصابة إلى مركز الكتيبة الإقليمية التابعة للدرك الوطني بالأربعاء قبل تحويل افرادها الى وكيل الجمهورية لمحكمة الأربعاء الذي أمر بإيداعهم الحبس الاحتياطي . ومن جهته قال والد الضحية فوزي الذي يبدو في حالة غضب واستياء كبيرين لما تعرض له إبنه: "ما كان خلفية ودوافع تافهة في بدايتها تتطور إلى جريمة اختطاف وتعذيب ومحاولة اغتيال"، وأضاف ل"الشروق" أن ابنه حاليا يعاني من صدمة نفسية حادة جعلته يشعر بالخوف لأي حركة نقوم بها وهي حالة ألقت بظلالها على كل أفراد العائلة وحتى سكان المنطقة الذين كان وقع الصدمة عليهم لا يختلف عما تعرض له الضحية الذي يحظى بشهادة الكل بطيبته. وعن الأسباب التي جعلت هذه الجماعة تقوم بهذا الفعل الشنيع، أكد لنا سليمان والد الضحية أنها مسألة تصفية حسابات وليست المرة الأولى التي تقوم بها هذه الجماعة بالإعتداء على عائلته وخاصة ابنته، واكتفى بالقول فقط أنه يريد تحقيق العدالة وإنصاف ابنه.