ناشد سكان عديد الأحياء والواقعة في بلدية البياضة بولاية الوادي، الوالي التدخل لوضع حد لظاهرة انتشار الإسطبلات بداخل أحياءهم، والتي تسببت في خلق مشاكل بيئية وصحية لهم. وأشار سكان الأحياء الغربية، على غرار حي لبامة والاستقلال في رسالة للوالي، اشتكوا من انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من إسطبلات تربية المواشي من بقر وأغنام وماعز، والتي يملكها أحد المواطنين والكائنة تحديدا غرب المدينة. وذكر هؤلاء أنهم اتصلوا مرارا وتكرارا بالجهات الوصية بغرض التدخل وغلق الإسطبل، وإجبار صاحبه على تغيير مكانه إلى خارج الحي، إلا أن اتصالاتهم لم تجد أي صدى منهم على حد تعبيرهم، وهو ما جعلهم يرفعون رسالة الشكوى إلى الوالي ليتدخل شخصيا ويعمل على إجبار كل من يربي مواشيه داخل النسيج العمراني على إخراجها منه. وأضاف السكان أن أحياءهم باتت تطوّقها الروائح الكريهة من كل الجهات، كما تكثر في هذه الأحياء الحشرات الضارة، ناهيك عن حالات الاختناق، التي يتعرض لها السكان خاصة الرضع والمرضى وكبار السن، بسبب تلك الروائح والدخان المتصاعد منها في حال حرقها. وكشف أصحاب الشكوى التي تسلمت "الشروق" نسخة منها أن التوسع الكبير وانتشار الإسطبلات والمزابل الفوضوية في أحيائهم، كلها أصبحت مصدر قلق حقيقي لهم، كونها السبب المباشر في انتشار الأمراض والأوبئة المتنقلة، بسبب الوضعية البيئية المزرية التي آلت إليها الجهة الغربية من البياضة، التي غمرت حسبهم بفضلات الحيوانات والمزابل والحشرات والروائح الكريهة لدرجة أضحى الكثيرين منهم يفكرون في الرحيل إلى بلديات أخرى بعيدة عن الإسطبلات وعن الأبقار والخرفان، والحشرات الضارة كالعقارب التي يشهد الحي تسجيل حالات لسع عقربي يومي بها في فصل الصيف. يذكر أن ولاية الوادي تشهد في السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا لظاهرة تربية المواشي خاصة الأبقار في اسطبلات داخل الأحياء السكنية، وهو ما أثار سخط واستياء الكثيرين دفعت بالعديد منهم للخروج للشارع للتعبير عن سخطهم عن تفشي هذه الظاهرة، لذا قامت عدد من مصالح البلديات إلى تخصيص مناطق خاصة للمربين بغرض استغلالها في تربية مواشيهم، إلا أن المربين رفضوا الاقتراح، بحجة بُعد المسافة وتعرض أرزاقهم للسرقة، وهو ما أجبر بعض المسؤولين المحليين على تحويل عدد من المربين والذين رفضوا إخراج إسطبلاتهم من النسيج العمراني إلى المحاكم وفرض غرامات مالية عليهم، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا لردع مربي المواشي، إذ استمر الكثيرون منهم في تربية ماشيتهم في اسطبلات، تتواجد جنبا إلى جنب مع السكنات والمؤسسات التربوية والعمومية، ضاربين عرض الحائط تهديدات السلطات المحلية.