الإهمال متواصل في المستشفيات لم يقو الجسم النحيف للرضيع "مصطفى" على مصارعة المرض، بمصلحة طب الأطفال في مستشفى الشهيد محمد مداحي، بفرجيوة، أكثر من يومين، وغادر الحياة حتى قبل أن يفحصه طبيب الأطفال.. والسبب غياب المداوم خلال العطلة الأسبوعية! * نقل الرضيع "مصطفى" إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى العمومي، محمد مداحي، بفرجيوة، يوم الجمعة التاسع أفريل، بتوجيه من طبيب خاص بسبب حالته الصحية المتدهورة، وبعد المعاينة تم تحويل الصبي إلى مصلحة طب الأطفال، وهناك لفظ الصبي، مصطفى، آخر أنفاسه بعد يومين من المعاناة مع المرض، لكن من دون أن يفحصه طبيب الأطفال، الذي يفترض ألا يغيب عن المصلحة. * وبالرغم من اجتهادات تقنيي الصحة، على مستوى قسم طب الأطفال، في العناية بالصبي المريض، في انتظار قدوم الطبيب المختص، لتشخيص المرض ووصفه الدواء المناسب، إلا أن "مصطفى" الذي لم يمض من عمره سوى 13 يوما، لم يصمد أكثر من يومين، وهي المدة التي كان يفترض أن يعود الطبيب إلى منصب عمله، بعد أن يكون قد أنهى عطلته الأسبوعية. * مات الصبي، مصطفى، ليلة السبت إلى الأحد في حدود الساعة التاسعة وعشرون دقيقة، لكن شقيقه طه، و15 صبيا آخر يرقدون بذات المصلحة، بقوا ينتظرون طبيب المصلحة لمساعدتهم على تجاوز مرضهم، يوم الأحد 11 أفريل لكنه لم يحضر، وكذلك الاثنين.. ليحل محله طبيبا غير متخصص. * لم يجد ما يقوله مدير مستشفى الشهيد مداحي، وهو يرد على أسئلة الشروق، بشأن ما يمكن وصفه بالتسيب والإهمال، الذي قد يكون أحد أبرز العوامل التي ساهمت في رحيل الصبي، مصطفى، سوى تبرير ما حدث بقوله إن طبيب الأطفال المسؤول عن المصلحة التي شهدت الحادثة، غاب عن عمله بمبرر المرض، مؤكدا بأن الطبيب المختص، قدم شهادة تغيب عن العمل لمدة أربعة أيام، بداية من يوم الأحد الأخير، على أن تنتهي غدا الأربعاء. * غير أن المدير وهو يتحدث عن حيثيات تغيّب الطبيب المختص، كشف عن لبس مثير، فقد قال مرة بأن الطبيب المختص امرأة حضرت للعمل، غير أنها تعرضت لوعكة صحية بسبب الحمل، لكنه يؤكد من جهة أخرى، بأن الشهادة الطبية التي تبرر التغيب صادرة عن طبيب خاص، وفي هذا مفارقة، لأنه إذا صدقنا الرواية الثانية، فإن الشهادة الطبية يفترض أن تكون صادرة عن مستشفى فرجيوة (مكان عملها الذي تعرضت فيه للوعكة الصحية)، وليس عن طبيب خاص.. * هذا عن عدم وجود طبيب مختص على مستوى مصلحة طب الأطفال، خلال أيام العمل، لكن أين كان الطبيب المختص خلال العطلة الأسبوعية وهي الفترة التي كانت كفيلة بنهاية حياة "مصطفى"، فيرجعها مدير المستشفى، السيد مشكانة علي، إلى غياب نظام المداومة، والسبب برأيه عدم توفر المستشفى على طبيب مختص آخر، يمكنه الحلول محل الآخر عند غيابه لسبب أو لآخر. * ومما سبق، يتضح أن مصلحة طب الأطفال بمستشفى فرجيوة، ستبقى من دون رأس (طبيب أطفال) لمدة أسبوع كامل غير منقوص، على اعتبار أن آخر يوم عمل لهذا الطبيب، كان يوم الخميس الثامن أفريل، وأن عودته للعمل ستكون يوم 14 أفريل، علما أن الحد الأدنى للخدمة يضمنها طبيب عام! * والسؤال الذي على مسؤولي المستشفى ومعهم وزارة الصحة، الإجابة عليه، لماذا إنشاء مصلحة لطب الأطفال لا تتوفر على أبسط أبجديات العمل، وفي مقدمتها طبيب أطفال، وأين نظام المداومة، الذي يعتبر المتغير الثابت في أبسط الأمور، فما بالك عندما يتعلق الأمر بحياة أبنائنا؟.