كشف اللاعب المتألق عبد المالك زياية عن ارتياحه الكبير ضمن أسرة فريق اتحاد جدة السعودي لما يلقاه من ترحاب وحسن المعاملة، واكتملت فرحته وسعادته بوجود أفراد أسرته بجانبه، وما زاده شراهة في اللعب عودة وقوف الجمهور الجزائري إلى جانبه والتفاتة المدرب له، هو صاحب الرأسيات الذهبية ، هو أول لاعب جزائري يسجل أهدافا في 06 منافسات وهو رقم يجعله في موقع كبير لتشريف الكرة الجزائرية، حاورته الشروق هاتفيا . - كيف هي أحوالك في السعودية؟ الحمد لله، كل الأمور طيبة وأنا جد مرتاح مع الوضع الجديد، الأمور تسير دائما نحو الأفضل، حقيقة في البداية كنت متخوفا قليلا لكن مع الوقت وجدت نفسي قد تأقلمت مع واقعي الذي تطبعه ظروف مناخية صعبة لكن بتوفيق من الله والتفاف أعضاء الفريق حولي تمت عملية اندماجي بسهولة . - لقد ساهمت الجماهير الرياضية خاصة ووسائل الإعلام في الإشادة بمدى تحسن أدائك وأحقيتك في منصب في المنتخب الوطني بلا منازع؟ أولا أشكر كل من كان يثق في قدراتي ومهاراتي، وكذا أستغل الفرصة عبر الشروق لأشكر كل من وقف إلى جانبي وآزرني، والمدرب الوطني الذي منحني ثقته لتقمص ألوان الفريق الوطني التي أتشرف بحملها، وكم كان سروري كبيرا لما بلغني خبر العودة الذي أسعدني كثيرا وأنا في ديار الغربة، دعوة تحملني مسؤولية أكبر ووضع يبعث في نفسي روح التحدي لإثبات الذات، وبالفعل أنا واثق من العودة إلى الفريق الوطني لأنني أملك المواصفات والمؤهلات، وكان ينقصني شرط الاحتراف، وما زادني قناعة هو ظروف الاستقبال التي حظيت بها والجو الاحترافي في الاتحاد، كل العوامل كانت في صالحي . - هل عززت عودتك إلى الفريق الوطني مركزك في الاتحاد وصححت بعض المفاهيم في مسارك؟ إن الانتقال من بطولة هاوية إلى أخرى احترافية يتطلب جهدا إضافيا على أكثر من صعيد، والبداية دائما صعبة، لكن دعوة الفريق الوطني عبدت لي الطريق واسعا للتألق والعمل من أجل تأكيد قدرتي على إعطاء إضافة إلى الفريق الوطني من خلال ما أقدمه مع الاتحاد والمساهمة في كل النتائج المحققة منذ تقمصي ألوان الاتحاد . وأشعر براحة معنوية كبيرة فأنا جد مرتاح وأجد رغبة كبيرة لمداعبة الكرة . - بالعودة إلى الفريق الوطني كيف تقرأ مسيرته منذ كأس إفريقيا؟ حقيقة كانت أنغولا فرصة كبيرة للجمهور الجزائري لاكتشاف فريق وطني كبير قادر على صنع الفارق والذهاب بعيدا في أي مباراة، وأعتقد أن الوجه الذي ظهر به أمام كوت ديفوار يهز عرش أي فريق منافس. وأعتبر مستوى تلك المباراة من أحسن ما لعب الفريق الوطني سواء من حيث النتيجة أو الأطباق الكروية وكذا مستوى اللاعبين، ومنه من حق أي جزائري الاعتزاز بأننا نملك فريقا وطنيا قادرا على صنع الحدث، بحيث نملك مجموعة أثبتت جدارتها فوق الميدان وليست بحاجة إلى تعريف . - لكن عدم مشاركتك القوية في كأس افريقيا أثارت زوبعة كبيرة ووضعت محيط كرة القدم الجزائرية في وضعية حرجة وبلغت الأمور إلى حد التشكيك بوجود خلل ما؟ المهم بالنسبة لأي لاعب حمل الألوان الوطنية حلم صعب المنال، والحمد لله كنت ضمن الفريق والمدرب حر في اختياراته، فهو الربان الذي لا تعلو كلمة عن كلمته، والحمد لله سارت الأمور كما هندس لها، ومصلحة الفريق الوطني تسبق مصلحة زياية حتى ولو كنت جاهزا وبتوفيق من الله استطعت مزاحمة لاعبين كبار على أكثر من صعيد وترتيبي كأحسن هداف وتحسين ترتيبي ضمن تصنيف الفيفا، كلها مؤشرات تعكس مدى تطور مستوى اللاعب الجزائري، ولا أرى أي حرج في بقائي في كرسي الاحتياط، لكن لن أفوت أي فرصة تمنح لي، بالإضافة إلى دور الجمهور الذي هو وقود لمن يفهم رسائله، والحمد لله اسم زياية تداول في أروقة الهيئات الكروية القارية والدولية، وبالتالي لم ينتابني أي شعور بالخوف على مستقبلي الاحترافي ... . ومستعد للتضحية ... من أجل المشاركة في المونديال . - بالعودة إلى مسيرتك الكروية، كيف تقرأ أنك اللاعب الجزائري الوحيد صاحب الرأسيات الذهبية وأول جزائري يسجل في 6 منافسات مختلفة؟ ما عساني أقول، هذا توفيق من الله أولا، وتأكيد صريح على مستوى زياية الذي لم يأت إلى الساحة الرياضية من عدم، بل هو نتاج عمل سنوات بحلوها ومرها ، والثبات والصرامة والعمل بنصائح الوالدين والمدربين ووضع الأقدام على الأرض كلها عوامل أسهمت فعلا في صقل موهبتي، واليوم هذه التسميات تزيدني إصرارا أكثر للمحافظة عليها وتعزيزها بنيل ألقاب مع الاتحاد، والفريق الوطني أيضا . - ألا تزعجك المنافسة على منصب رأس الحربة؟ بكل تأكيد فإن المنافسة أمر مشروع لكن يوجد مدرب وطني كبير له دوما سلطة التقدير، والأمر هنا يتعلق بالألوان الوطنية، من يكون جاهزا ويقع اختيار المدرب عليه لا بد أن يستغل الفرصة ويترك لمسته . - يتداول الوسط الرياضي أن رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار كان وراء وجهتك نحو السعودية في الوقت الذي أسال عرض سوشو الفرنسي الكثير من الحبر؟ ليعلم الجمهور الرياضي الكريم أن القدر هو الذي جاء بي إلى السعودية، وأن الرئيس سرار حاول الضغط علي من جهة مدة العقد فقط، وأما الباقي فكله بمحض إرادتي، وبالمناسبة أشكر الحاج روراوة كثيرا وحتى الرئيس سرار الذي كان له فضل كبير علي، وأشكر كثيرا الرجلين لما يحظيان به من احترام وتقدير لدى الإخوة في السعودية. وأما بالنسبة لسوشو فإن العرض لم يرق إلى مزاجي ولا يتناسب مع طموحاتي، وبكل صراحة استصغروني رغم مكانتي كلاعب دولي ينشط في أحسن الأندية الجزائرية وفاق سطيف وفي منتخب وطني شارك في بطولة إفريقيا للأمم ومقبل على خوض غمار كأس العالم، ومن لا يعرف قدري وقدر بلادي لا يمكن أبدا اللعب له . - ألا ترى أن اختيارك لاتحاد جدة قد كان في البداية وراء تأخر استدعائك إلى الفريق الوطني في الوقت الذي لقيت فيه العناصر المحترفة بأوربا اهتماما أكثر؟ لا، بالعكس، كنت متيقنا أن اللعب في السعودية سيعزز من حظوظي للبروز والظهور بالوجه المطلوب والرسالة تصل إلى مسامع المدرب الوطني من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة لمجريات البطولة السعودية، والحقيقة أعتقد أن الاختيار كان صائبا، فالمدرب الوطني يعرف مهارات كل لاعب وهو المسؤول الوحيد في اختياراته، ولم أشك أو أشعر يوما بأي إحساس يهز كياني، بالعكس كنت منضبطا وواثقا في قدراتي وجاهزا لإنجاز أي مهمة وكنت وسأظل دوما رهن إشارة المدرب الوطني لأن الهدف هو تشريف الجزائر. - تنتظرك مقابلة صعبة أمام بنبيونكور الاوزبكستاني لحساب دوري أبطال آسيا اليوم .. كيف تقرأ المواجهة؟ المهم بالنسبة لنا هو الأداء الجماعي المتميز وسنعمل على تعزيز موقعنا واقتطاع تأشيرة التأهل الى الدور القادم . - بالحديث عن محمد نور ألا ترى أن مشاركته باتت محدودة في ظل سطوع نجومك بالاتحاد؟ في الاتحاد نفكر كمجموعة من أجل تحقيق حلم الأنصار وتعزيز مركز الفريق في البطولة، يبقى الفارق بين اللاعبين هو مدى الاستعداد والجاهزية، ولم أشعر أبدا بأي حرج، والحمد لله الأمور تسير بشكل عادي .