"شوافة مولاة الكارطة"، الشوافة خدود، والشوافة فطيمة، وساحرة الجنوب "مولاة الكارطة" والروحانية عائشة وأم أمين، صفحات عبر فايسبوك ومواقع إلكترونية لجلب الزبائن إلى العالم الافتراضي.. نشاط روحاني وشعوذة ودجل وقراءة للطالع انتشر الترويج لها عبر الإنترنت مع اقتراب رأس السنة الميلادية، وقد وجد الكثير من الجزائريين خاصة النساء فرصة للاستثمار في ذلك مع مرحلة التقشف عملا بالمثل القائل "يبقى صاحب الصنعة والبدعة". استغلال التكنولوجيا بات مهما حتى من طرف المشعوذين والذين يستغلون العالم المادي للتجارة في الروحانيات أحيانا تكون تحت غطاء الرقية الشرعية والطب البديل، وقد راحت الكثير من النساء البطالات يتعلمن قراءة الكف وما يعرف ب"الكارطة"، وقراءة الفنجان من خلال الأنترنت، حيث توجد صفحات عبر التواصل الاجتماعي "التويتر" و"فايسبوك" لتعلم ذلك مجانا مثل صفحة قارئة "الفنجان" التي تقول صاحبتها "عليك بتصوير فنجان قهوتك صباحا وابعث به عبر"الآيفون" لنقرأ لك الطالع، وهناك صفحات لتعلم قراءة الكف وقراءة "الكارطة". وأكد يونس قرار، المختص في المعلوماتية، أن التكنولوجيا الحديثة سمحت لبعض المحتالين باستغلال "الفايسبوك" و"التويتر" للترويج للشعوذة والدجل والروحانيات، وقال إن هؤلاء يمكنهم جلب أكبر عدد من الزبائن وفي أماكن مختلفة، وأن احتيالهم يكون عن طريق استغلال مواقع التواصل الاجتماعي وبأسماء وهمية أو بنشاطات عليها مسحة شرعية ليصطادوا الضحايا. وحذر قرار ضعاف النفوس والإيمان، مما يظهر لهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي باسم "الروحانيات" و"الرقية الشرعية" والطب البديل، لأن العالم الافتراضي لا يحمل حسبه دائما الحقيقة، ولفت الانتباه لنقطة أخرى حيث قال إن بعض "الشوافات" اليوم وبعض الدجالين باتوا يستغلون المعلومات المتوفرة عبر الانترنت حول زبائنهم الذين لديهم صفحات عبر "التويتر" و"الفايسبوك" والذين يلجؤون إليها قصد إيهام زبائنهم بمعرفة "الطالع". قراءة الأبراج هي الأخرى حسب قرار، باتت ملاذا للمشعوذين الذين يدعون أنهم "روحانيون"، وقال إن اقتراب رأس السنة، يجعل من هؤلاء يستغلون الظرف والحالة النفسية والمادية للجزائريين، ويحتالون عليهم عبر الإنترنت لاستنزاف أموالهم، بإعطائهم معلومات فيها تفاؤل ترتبط يقول قرار، بالجانب المالي خاصة أن الجزائر مقبلة على مرحلة عصيبة. ويرى يونس قرار، المختص في المعلوماتية، أن الخلطات التي يطلق عليها وصف "السحرية" وهي عبارة عن خليط من الأعشاب والزيوت، باتت تهدد صحة المواطن حيث انتشر الترويج لها عبر الانترنت، في وقت يبحث فيه المواطن عن دواء لأمراض مستعصية تكلف علاجها في المستشفيات وعند الأطباء الكثير. ... إيهام جزائريين في عز التقشف بالعثور على كنوز وجرار من الذهب واللويز من جهته، قال المحامي عمار حمديني إن ظاهرة الشعوذة والدجل أصحبت تأتي تحت طائلة النصب والاحتيال وإيهام الغير، واتخذت منعرجا خطيرا، حيث تحولت للعالم الافتراضي، مستغلة هذا العالم للترويج لأشخاص في صورة نبيلة ولطيفة تتغلب عليها "الروحانيات"، لكنها في الواقع هدفها سلب الأموال ولو على حساب صحة وحياة من يقعون ضحايا لها. وأشار إلى أن بعض المشعوذين والدجالين وجدوا من الفايسبوك والتويتر فرصة لعدم التعامل مع أشخاص من منطقتهم، وتفضيل أن يكون زبائنهم من أماكن بعيدة حتى لا يقعوا في قبضة الأمن، موضحا أن هذه الأخيرة كثفت مجوداتها لمحاربة ظاهرة الشعوذة أن الشرطة الالكترونية تمكنت من الإيقاع بالكثير من المحتالين المشعوذين الذين يستغلون "الروحانيات" و"الرقية" للإيقاع بضحاياهم عبر الانترنت. وأكد حمديني أن المحاكم تعج في الآونة الأخيرة بقضايا الشعوذة والسحر، بعد تراجع القضايا الإجرامية الأخرى، مضيفا أن "المال" بات نقطة ضعف يضغط بها هؤلاء المحتالون على ضحاياهم حيث يتم إيهامهم بالعثور على"كنوز خفية" و"جرار مملوءة بالذهب واللويز" وغيرها من الأمور المادية التي بات يحلم بها الكثير من الجزائريين في عز التقشف.