تميز عام 2016 ثقافيا بعودة النقاش حول السينما، حيث حسم ميهوبي انحيازه لصالح الفن السابع عن باقي القطاعات الأخرى. خيار الوزير تجسد خاصة في منح الضوء الأخضر للمستثمرين الخواص لدخول مجال السينما وهذا خلال ندوة الاستثمار الثقافي التي احتضنها قصر الثقافة. أحلام الوزير في إطلاق الاستثمار الثقافي قابلها الخبراء بانتقاد الأطر القانونية والمنظومة البنكية التي لا تشجع رجال الأعمال على الدخول في مثل هذه المغامرات، لأن في رأي الخبراء، المال وحده لا يصنع السينما. تماشيا مع نظرته في دعم السينما، أقدم الوزير على إعادة هيكلة لجنة قراءة السيناريوهات بوزارة الثقافة قبل نهاية آجالها القانونية بشهرين، حيث عوض بجاوي الطاهر بوكلة بعد المتاعب التي لاحقت اللجنة، خاصة في علاقاتها مع المنتجين والمخرجين وعمليات "بيع وشراء" وتبادل المصالح، التي دار حولها كلام كثير في أروقة الوزارة. ميل الوزير للفن السابع تجلى أيضا في دعم المهرجانات السينمائية، بل وخلق أخرى في عز حديثه عن التقشف وترشيد النفقات، حيث منح حسب بعض المصادر 12 مليارا لمهرجان وهران السينمائي الذي صنع الحدث ليس بمستوى الأفلام المعروضة، لكن بفستان نيكول سابا وصورة الوزير معها التي أحدثت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي سياق مماثل، تعرض الوزير أيضا لانتقادات واسعة بعد إقدامه على أخذ صورة أمام باب الطائرة مع المطربة ماجدة الرومي التي لم يمر أيضا حفلها بالجزائر مرور الكرام. ميهوبي المتشبث بثقافة العرفان كما يقول، قام أيضا بدعم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الذي اختصره ولد خليفة في شخصه الكريم وعوض أن يكون النقاش منصبا على العروض السينمائية والأفلام، حصد سوء التنظيم كل الجوائز بدون منازع. وإذا كان مهرجان الفيلم الملتزم قد استطاع أن ينجو من مقصلة التقشف ويستقدم أفلاما في المستوى جعلت الوزير يشيد به ويعتبره "درسا لباقي المهرجانات"، فإن "أوسكار الصحراء" المنظم بحاسي مسعود كان خاتمة لموسم سينمائي هزيل في الجزائر التي لم تتمكن من دخول سباق أحسن الأعمال السينمائية بأمريكا، حيث أسقط بشوشي أحلام الجزائريين في "البئر" وأكثر من هذا فقد انفجر الجدل بينه وبين الوزير وتحول إلى قطيعة بين الرجلين واتهامات متبادلة بالإساءة وعدم الاحترام للأدوار. "الهوشة" التي حدثت في الداخل حول عودة السينما إلى الواجهة رافقها غياب الجزائر سينمائيا عن المحافل الدولية مثل مهرجان كان ودبي وغيرها. بقيت السينما الجزائرية تبحث عن نفسها في 2016، حيث لم يشاهد الجمهور حتى الآن فيلم "القديس أغسطين" الذي دعمته الجزائر وعرض في مهرجان قرطاج وكان سببا في دموع بهية راشدي التي ذهبت لتشهد على دعم الجزائر فتعرضت للتجاهل والإهانة. سيكون على الجزائريين انتظار 2017 لمشاهدة فليم "ابن باديس" وعليهم ربما الانتظار إلى أعوام لاحقا لمشاهد "أحمد باي" الذي انتقل كتابة وإخراجا بين شوقي الماجري وريم حنا ورابح ظريف ومايزال إلى الآن لم يحسم في خيار الإخراج نهائيا.