تحتضن اليوم ولاية تمنراست التنصيب الرسمي للجنة الأركان العملياتية المشتركة بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، بغرض تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول حسب ما أكده البيان المقتضب الصادر عن وزارة الدفاع الوطني. ويأتي تنصيب اللجنة تنفيذا للترتيبات المتفق عليها بين رؤساء أركان القوات المسلحة لهذه البلدان، في الاجتماع المنعقد بتمنراست يومي 12 و13 أوت الماضي، وتكملة للإجراءات التي تم الاتفاق عليها أيضا في الاجتماع المنعقد يوم 13 أفريل الحالي، الذي ضم قيادات أركان دول الساحل بالجزائر العاصمة، بمشاركة كل من الجزائر وليبيا وبوركينافاسو والمالي وتشاد وموريطانيا، وقد كان هذا اللقاء بدوره تمديدا لندوة وزراء خارجية دول الساحل المنعقدة بالجزائر العاصمة يوم 16 مارس الماضي. ومن المزمع أن تساهم لجنة الأركان العملياتية المشتركة في إلزام الدول المساهمة فيها بالعمل في إطار إستراتيجية موحدة من أجل مكافحة الإرهاب العابر للأوطان وكذا الجريمة المنظمة، مما سيحول دون تدخل قوات أجنبية في منطقة الساحل بحجة ضمان أمنها واستقرارها. وهو التحذير نفسه الذي رفعته الجزائر رسميا في اللقاء الأخير الذي جمع ممثلي المؤسسات العسكرية لدول الساحل الصحراوي، خصوصا بعد أن تعمدت عدد من الدول الغربية في الرفع من درجة الخطر الذي يهدد المنطقة جراء تواجد عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال، محذرة من أن يجعل ذلك من منطقة الساحل ساحة ملائمة لشن هجمات باتجاه دول محاذية، على غرار ما حدث في اليمن والصومال. وكان من ضمن التوصيات التي خرج بها المشاركون في ندوة وزراء خارجية دول الساحل المنعقد منتصف شهر مارس، تنظيم مؤتمر يضم رؤساء بلدان الساحل الصحراوي، وهو ما لم يتحقق إلى يومنا هذا، إلى جانب الإسراع في عقد اجتماع مسؤولي مكافحة الإرهاب، وهو المطلب الذي تحقق يوم 13 أفريل الحالي، في انتظار أن يتم اليوم تنصيب لجنة الأركان العملياتية المشتركة، التي سيتم في إطارها تبادل المعلومات والمعطيات وكذا الخبرات في محاربة الجماعات المسلحة.