كشفت وزارة الدّفاع الوطني عن التنصيب الرسمي للجنة الأركان العملياتية المشتركة بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، اليوم في تمنراست، في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول، ومحاربة الخطر الإرهابي الذي يحاول بسط سيطرته على منطقة السّاحل الصحراوي. وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس؛ أن عملية تنصيب اللجنة جاءت عملا بالترتيبات المتفق عليها بين رؤساء أركان القوات المسلحة لهذه البلدان، بمناسبة الإجتماع المنعقد بتمنراست يومي 12 و 13 أوت 2009. وتأتي عملية تنصيب هذه اللجنة، تتويجا للاجتماعات الدورية التي عقدتها قيادات دول منطقة السّاحل الصحراوي وممثليهم، لوضع حد للتهديدات الإرهابية التي أصبحت تحدق بالمنطقة، في ظل عدم وجود اشتراك للرؤى في مجال المكافحة، خاصة وأن بعض الدول مازالت ترضخ لطلبات قيادات التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشط تحت إمرة المدعو أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، وفي هذا الشأن عقد وزراء خارجية هذه الدول، ونظرائهم بمنطقة السّاحل الصحراوي ندوة بالجزائر، تم الإتفاق فيها على ضرورة تنسيق الجهود في محاربة الخطر الإرهابي، وعدم التنازل لهذا التنظيم مهما كانت الأسباب والظروف، وتم التأكيد على تجريم تقديم فدّيات له، وتوج هذا اللقاء بآخر لمسؤولي استخبارات هذه الدول، وبعده بإجتماع آخر لقادة أركان جيوشها. وقد اعتبر المتدخلون في هذه اللقاءات تحول منطقة السّاحل الصحراوي إلى مناخ خصب للنشاط الإرهابي، بمثابة الخطر الحقيقي الذي يجعل المنطقة معرضة لخطر جدي للتدخل الأجنبي، بدعوى محاربة الإرهاب، مؤكدين رفضهم المطلق لأي تدخل أجنبي في المنطقة مهما كانت الظروف، بعد أن ثبت توظيف الدول الأجنبية للإرهاب في المنطقة، من أجل قضاء مصالح شخصية لهذه الدول التي تسعى لتحويل المنطقة إلى قاعدة خلفية لعملياتها وتدريباتها العسكرية.