يعاني قاطنو قرية تورسال الكائنة بإقليم بلدية تيمزريت بولاية بومرداس من مشاكل عويصة حوّلت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، بسبب غياب أدنى مظاهر التنمية دون أن تتمكن السلطات المعنية من تحسين أوضاعهم التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، حيث أن العائلات القاطنة بهذه القرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة أبدت امتعاضها جراء اهتراء الطريق المؤدي إلى مقري البلدية والدائرة يسر، غياب المرافق الشبانية، إلى جانب تدهور حالة المدرسة الابتدائية "كبابي محمد" وانعدام النقل المدرسي. يشتكي قاطنو قرية تورسال التي تبعد عن مقر بلدية تيمزريت بنحو 3 كلم من اهتراء الطريق المؤدي إليها، حيث أبدى هؤلاء تذمرهم واستياءهم الشديدين من هذا الوضع المأساوي الذي يتخبطون فيه، كما استغربوا من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق قريتهم، فهم يعانون من انعدام تهيئة الطريق الذي يعرف انتشارا كبيرا للحفر والمطبات بفعل أشغال أنجزت على مستواه، ما يصعب على أصحاب السيارات المرور إلى بيوتهم خلال هطول الأمطار. أما خلال فصل الصيف فيصبح الغبار المادة الأساسية التي ترافقهم في كل تنقلاتهم وفي كل زاوية من بيوتهم، هذا الطريق الذي لم يشهد أي عملية تهيئة منذ مدة حسب السكان جعلهم يتعاركون مع مشكل النقل بعدما أرغم أصحاب عربات النقل توقيف نشاطهم جراء ما سببه لهم هذا المسلك من أضرار باهظة التكاليف، فرغم الشكاوى العديدة لإعادة تهيئته -يقول السكان- إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا وبقيت أوضاع القاطنين قائمة على حالها، آملين أن تبرمج السلطات مشروعا لصيانته وتزفيته في أقرب وقت ممكن . وقد واصل السكان سرد معاناتهم مع مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي تدهور وضعية مدرسة القرية "كبابي محمد"، حيث أعرب أولياء التلاميذ عن استيائهم الشديد بسبب انعدام الضروريات على مستواها فحجراتها تتسرب إليها مياه الأمطار وساحتها المخصصة للعب الأطفال لا تصلح حتى لمرور العربات المجنزرة، هذا إلى جانب انعدام مطعم مدرسي، حيث توزع وجبات باردة للأطفال تتمثل في قطعة خبز وحبة بيض وجبن يتناولها الأطفال في الطريق الولائي رقم 147 والخطر محدق بهم، كما سجلنا انحطاط الجدار الواقي للمدرسة التي تجانبها مدجنة تنبعث منها روائح كريهة خلال ارتفاع الحرارة –حسبهم-، مبدين استغرابهم من إقصاء السلطات لمشروع تهيئة هذه المدرسة، منتظرين كذلك توفير النقل المدرسي لأبنائهم المتمدرسين في المتوسطة والثانوية. كما يناشد شباب القرية السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال، في ظل معاناتهم المتواصلة مع مشكلة انعدام مرافق ترفيهية كدار للشباب لقضاء أوقات فراغهم وملعب ترابي لممارسة لعبتهم المفضلة تجنبا للعنة الآفات الاجتماعية التي بدأت تأخذ منحنى خطيرا بين الشباب نتيجة للروتين وانعدام مرافق خاصة بهم تنسيهم معاناتهم مع شبح البطالة الذي ينخر أجسادهم والذي قضى على جميع أحلامهم في غد أفضل ومستقبل واعد، حيث يناشد هؤلاء السلطات المحلية إيفادهم بنصيبهم من هذه المرافق التي يستفيد منها شباب البلديات الأخرى من الولاية وهذا لرفع الغبن عنهم، كما يجدد جميع سكان "تورسال" في تيمزريت مطالبهم للمسؤولين وجميع الجهات المعنية بضرورة إدراج مشاريع تنموية لفائدتهم وهذا للدفع بعجلة التنمية المتوقفة في قريتهم المنسية.