زرعت معلومات يتداولها أنصار تنظيم "الجماعة السلفية" في منتدياتهم وعلى غرار ما يدور من حديث بين تائبين جدد فتنة لم يسبق أن عاشها تنظيم "درودكال" في صفوفه من قبل، ففضلا عن نزيف في المجندين فإن مصادرة أموال التنظيم من طرف معظم التائبين الذين نزلوا من الجبال استسلملوا قبل الاستفادة من تدابير المصالحة على أموال الفديات والسطو والحواجز المزيفة... وتفيد الأرقام المتوفرة بأن من مجموع ال 300 تائب حديثا يوجد بينهم ما يزيد عن 200 أمير رموا السلاح واستفادوا من تدابير المصالحة بما يكفله القانون، ولكن عددا منهم بدأت علامات الثراء بالظهور عليه، مما يؤكد أن ما يدور من حديث في صفوف التنظيم حقيقة. وقد تحول تنظيم درودكال بعد أن اضمحلت القناعة "الجهادية" الزائفة وتراجع التجنيد وتجفيف منابع التمويل إلى تنظيم للتنافس في الاستيلاء على ما أمكن من أموال التنظيم التي يجمعونها وهو ما كشفته حقائق جاء بها أمراء ممن تابوا حديثا واقتنعوا أن ما كانوا عليه ليس سوى ضلالة ولكي لا يخرجوا بخفي حنين قبل الالتحاق بمسعى المصالحة ذهب مؤخرا معظمهم إلى كنز ما أمكن من مال التنظيم والنزول به إلى المجتمع واستثمار أموال من عائدات. وتفيد المعلومات المتداولة ما يتناوله مناصر الإرهاب أن عددا كبيرا من عناصر التنظيم اكتشفوا أنهم كانوا ضحية تلاعب واستغلال من طرف أمراء كانوا سيمنعونهم من التوبة وتسليم أنفسهم، في حين أنهم يتفاجأون بأنهم هم أول المنضمين إلى خيار المصالحة، وفوق ذلك ينزلون محملين بأموال التنظيم قناعة منهم أن تركها لهم سوف لن تكون إلا دعما لفكر اقتنعوا بعدم شرعيته، فلا يجدون أنفسهم سوى أمام خيار حمل تلك الأموال معهم. الظاهرة انتشرت بقوة مؤخرا في صفوف التنظيم حسب اعترافات تائبين، بل وحتى ما يتبادله بعض "الجهاديين" في منتدياتهم الموالية لتنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، فكلهم يشتكي من نزيف في المجندين، وفوق هذا نزيف لأموال التنظيم ومعظم من أخذوا جمل تنظيم درودكال بما حمل هم أمراء في التنظيم الذين أصبحوا يلتحقون بمسعى المصالحة أفواجا أفواجا. وينبئ ما أصبح يسميه عناصر التنظيم عبر منتدياتهم وحسب ما يدور في أوساط تائبي "الفساد" بحرب اقتتال داخلي لن تنته إلا بانتهاء بقاياه. فعناصر التنظيم أصبحت لا تؤمن بجهاد يتخلى فيه عنه أمراؤهم فضلا عن استيلائهم على الأموال التي تجمع بالسطو على مراكز البريد أو كمائن لسيارات نقل الأموال أو فديات يدفعها مختطفون، كما ضربت حرب الاستيلاء على أموال التنظيم من طرف الأمراء والتوبة فيما بعد ل 200 أمير ما كان يعرف "الثقة والانضباط" بين "الأمير والجندي".