سويعات قبل انطلاق الحملة الانتخابية، انهارت أسعار كثير من المنتجات التي حطّمت أثمانها أرقاما خيالية مؤخرا، فبعد الموز الذي نزل سعره من 800 دج للكلغ ووصل حتى 380 دج، تبعه الثوم الذي أصبح يباع ب200 دج للكلغ بعدما ناهز سقف 2000 دج للكلغ، إلى درجة اضطر المواطنون إلى شراء حبة أو اثنتين فقط، والبطاطا أصبحت تباع بين عشية وضحاها ب 40 دج للكلغ في نقاط بيع تشرف عليها السلطات، ما جعل تجار التجزئة يُخفضون سعرها اضطرارا إلى 75 دج للكلغ.. والقائمة لا تزال طويلة الأيام القليلة المقبلة. تهافت كبير للمواطنين سجّلته أسواق التجزئة وحتى الجملة الأيام القليلة الماضية، لاقتناء منتجات كانت تباع بسعر الذهب، وبقدرة قادر انهارت أثمانها لتعود إلى مستواها الطبيعي تدريجيا... ففي جولة ل "الشروق" في بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، لاحظنا انخفاض أسعار الخضر والفواكه عما كانت عليه سابقا، فالثوم الذي وصل سعره حتى 2000 دج للكلغ، انهار بعد دخول كميات كبيرة من المنتج المحلّي، وصار لا يتعدّى مبلغ 160 دج و200 دج للكلغ، وهو سعر مغرٍ جلب المستهلكين المتخوفين من حصول ندرة أخرى، فتدافعوا لشراء كمّيات وصلت إلى 10 كلغ للشخص. ويؤكد مواطنون تحدثنا معهم، أنهم سيجففون الكميات الكبيرة من الثوم استعدادا لشهر رمضان، خاصة أن الثوم يدخل في جميع مكونات الطبخات. وحتى البطاطا نزل سعرها في الأسواق فوجدناها تباع ب 75 دج عوض 90 دج للكلغ، والسبب حسب أحد الباعة هو تهافت المواطنين للشراء من نقاط البيع التي تشرف عليها الدولة، وهناك تراوح سعرها بين 20 و40 دج للكلغ، ومخافة تلف المنتج اضطرّ تجار التجزئة إلى تخفيض ثمنها. أما الموز، فبعد ترخيص وزارة التجارة لاستيراد 90 ألف طن، انهار سعره ووصل إلى 450 دج وواصل السّعر في النزول ليتراوح بين 300 و380 دج في التجزئة، وينتظر أن ينزل أكثر الأيام المقبلة بسبب عزوف المواطنين عن الشراء. كما انخفضت أسعار الفلفل من 160 دج إلى 100 دج والطماطم إلى 130 دج للكلغ. وفي الموضوع، طمأن رئيس اللجنة الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه، محمد مجبر في اتصال مع "الشروق"، أن كمية منتج الثوم المحلّي التي دخلت الأسواق تكفي حتى شهر ديسمبر المقبل، مؤكدا أن كثيرا من المنتجات التي اكتوى المواطنون بنار أسعارها على غرار الطماطم والفلفل الأخضر والكوسة... ستعرف انخفاضا محسوسا في الأسعار الأيام القليلة المقبلة، بسبب جاهزية الإنتاج المحلي. وحسب تعبيره "سيعرف شهر ماي المقبل دخول كثير من المنتجات المحلية على غرار الطماطم والفلفل واللوبيا الخضراء وبأسعار في متناول المستهلك". أما بخصوص أسعار البطاطا، فيؤكد مجبر أن "الكميات الموجودة كافية ولكنها لا تزال مخزنة في غرف التبريد، والمضاربون يرفضون طرحها بالأسواق لإبقاء أسعارها مرتفعة، رغم تحذير السّلطات". وتأسف مجبر لتكرر أزمة البطاطا السنوات الأخيرة، مفسّرا ظاهرة إنشاء نقاط بيع لعرض البطاطا بأسعار تنافسية "بالحملة الانتخابية" التي تهدف إلى كسب أصوات الناخبين لا غير... متسائلا: "وإلا كيف نفسر إصرار المضاربين السنوات الفارطة عند حدوث أزمات ندرة في البطاطا، على تركها مخزنة في غرف التبريد، إلى درجة أنهم رموا كميات كبيرة منها بدل إخراجها إلى الأسواق لإبقاء أسعارها مرتفعة، ولم تُفكر الدولة وقتها في إنشاء نقاط بيع...".