كشفت إحصائية صادرة عن مديرية الصحة والسكان بولاية الوادي، أن عدد المصابين بالليشمانيا الجلدية وصل إلى 134 حالة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، أي بمعدل 10 حالات جديدة أسبوعيا. ويرى عدد من الأطباء في ولاية الوادي، أن أعداد المصابين بالليشمانيا الجلدية، أو كما يعرف محليا باسم "بوشوكة" مازالت مرتفعة، وغير مطابقة للمعايير الدولية، مؤكدين في ذات الشأن، على ضرورة تكاثف الجهود من أجل خفضه لمستويات مقبولة، خاصة في المنطقة المعروفة بانتشاره فيها، على غرار حاسي خليفة، الرقيبة، والمغير، بالإضافة إلى بلديات دائرة جامعة. ومعلوم أن هذه المناطق تشتهر بتربية المواشي، أو النشاط الفلاحي الذي تستعمل فيه الفضلات الحيوانية كسماد طبيعي، كحاسي خليفة والرقيبة، أو به برك للمياه الآسنة والتي تعد مصدرا لانتشار البعوض الذي يعتبر أكبر ناقل لليشمانيا الجلدية، والتي تصنف علميا على أنها مرض طفيلي ينتقل عن طريق الحيوان، إذ يصيب الأشخاص فور تعرضهم للسعة ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة جدا لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية لونها أصفر وتنتقل قفزا ويزدادا نشاطها ليلا، ولا تصدر صوتا لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها. وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم المصاب، ثم تنقله إلى دم الشخص التالي، فينتقل إليه المرض وتظهر اللشمانيا الجلدية بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة وتتراوح مدة الشفاء من ستة أشهر لسنة، وتقدر تكلفة علاج المصاب بالليشمانيا الجلدية نحو مليوني سنتيم. ومعلوم أن ولاية الوادي تعتبر من أكثر الولايات التي تسجل فيها حالات للإصابة بالليشمانيا الجلدية على المستوى الوطني، حيث كانت الأرقام تتجاوز ألف حالة قبل عشر سنوات فقط، لكن تراجع عدد المصابين بها، بعد الخطة الوقائية الخاصة التي وضعت لذلك من خلال رشّ كامل مناطق الولاية بمبيد يقضي على ذبابة الرمل على فترتين من السنة الأولى في شهر سبتمبر، أما الثانية ففي شهر أفريل، يضاف إلى ذلك ما يجري من عمليات توعية وإرشاد للمواطنين بضرورة التقييد بإجراءات النظافة، خاصة عند ملامسة المواشي عند طريق اليدين ودون استعمال قفازات أو أي وسائل حماية أخرى.