صورة الشروق الدمار طال مساجد ومدارس ومرافق عمومية و400 بناية لم تعد صالحة للسكن بلغت حصيلة خسائر الزلزال الذي ضرب منطقة بني يلمان بولاية المسيلة أول أمس قتيلين، ويتعلق الأمر بكل من عليش أم السعود البالغة من العمر 74 سنة، وبن دريعة محمد البالغ من العمر 62 سنة، بالإضافة إلى 43 جريحا من بينهم سبعة جرحى مازالوا يخضعون للعناية الطبية في المستشفى، حسب بيان أصدرته وزارة الداخلية. * كما سجل حسب الحصيلة التي تحصلت عليها "الشروق اليومي" من مصادر رسمية تضرر 172 مسكن منها 90 في حالة متوسطة و82 متضررا، منها 38 مسكنا تم تأشيرها بالأحمر، و17 مسكنا منها تم تصنيفها في البرتقالي، إضافة إلى أضرار على مستوى عدة مقرات ومرافق عمومية، من بينها متوسطتين و4 مدارس ابتدائية ومقر المجلس الشعبي البلدي والعيادة الصحية متعددة الخدمات و3 مساجد ومدرسة قرآنية ومكتبة بلدية. * أما السكان فقد أفادوا بأن 500 وحدة سكنية متضررة طالبين بالمناسبة منحهم خياما لتخوفهم من العودة إلى منازلهم المعرضة للانهيار على حد تعبيرهم وكذا الإسراع في منح المساعدات المنتظرة. * وشرعت السلطات المحلية في توزيع 180 خيمة لفائدة العائلات "الأكثر تضررا" حسب ما أوضحه رئيس المجلس الشعبي لبلدية بني يلمان سعيد أوعيل، مؤكدا أن احتياجات المنطقة تتمثل في 1000 خيمة بسبب إصرار العائلات على الإقامة بجانب منازلها ورفضها للسكن الجماعي في موقع واحد. * وأضاف رئيس المجلس الشعبي البلدي بأن حوالي 400 منزل خاص من بين المباني القديمة المبنية بالطوب "لم تعد صالحة للسكن"، مشيرا إلى أن جميع سكان بني يلمان "الذين أصابهم الفزع والخوف بفعل قوة هذه الهزة قضوا كامل ليلة الجمعة إلى السبت خارج منازلهم خوفا من هزات ارتدادية متوقعة". * كما شرعت السلطات في توزيع الأفرشة والأغطية، كما تم إرسال فرقة خاصة للحماية المدنية و9 أطباء مختصين و10 أطباء عامين، وأربعة أطباء نفسانيين، ومستشفى متنقل للحماية المدنية. * من جهته أكد رئيس جمعية الوئام والإصلاح لحي 20 سكنا ساعد سعاي بأن جميع السكان فضلوا قضاء الليل خارج منازلهم بعد ما "ظهرت تصدعات بمساكنهم" قبل أن يعبر عن استيائه وتفاجئه باستفادة مواطني حيه سوى من خيمتين اثنتين. * من ناحية أخرى فإن مشكل تزويد السكان بالمواد الغذائية الضرورية يواجه إشكالية التوزيع حسب ما أوضحه مسؤول الهلال الأحمر الجزائري بالمسيلة أحمد بوضياف الذي يرى بأن التوزيع "يجب أن تتكفل به البلدية". * وأوضح بوضياف في ذات السياق بأن الهلال الأحمر الجزائري بالمسيلة يتوفر فضلا عن 12 عونا على 100 بطانية وأفرشة و100 قارورة زيت بسعة 5 لتر إلى جانب مواد غذائية أخرى مثل الخبز والسكر والحليب والياوورت. * وصرح الرائد محمد الصادق شاشوة من مديرية الحماية المدنية بالمسيلة، أن مصالحه تحركت على جناح السرعة ب17 آلية، كما قدمت لها ولاية البويرة الدعم الفوري بأربع 4 فرق إسعاف و8 شاحنات إطفاء وسيارات خفيفة. * وفور وقوع الهزة شكلت خلية أزمة لمتابعة حجم الخسائر والاحتياجات اللازمة وانطلاق عملية إحصاء السكنات المتضررة جراء هذا الزلزال، وإحصاء الخسائر والتكفل بالضحايا، خاصة بحي الجبل وسليمان عميرات، كما نزل إلى عين المكان عدد من الإطارات المحلية المدنية والعسكرية والحماية المدنية. * وقد تنقل أمس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية في الخارج، والوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية إلى بلدية بني يلمان بولاية المسيلة للإطلاع على الخسائر المادية والبشرية والتي خلفها الزلزال الذي ضرب المنطقة ظهيرة أول أمس بقوة 5,2 درجة على سلم ريشتر، ودراسة مختلف أشكال المساعدة الواجب تقديمها للسكان، ومن المنتظر أن يحل غدا وزير السكن ببلدية بني يلمان التابعة لدائرة سيدي عيسى والتي تضم أكثر من 8 آلاف ساكن والواقعة على بعد 60 كلم عن عاصمة الولاية للإطلاع على الخسائر السكنية. * * فيما أكد ولد عباس إعادة بناء الوحدات السكنية المهدمة * ولد قابلية يحذر من المنكوبين المزيفين * * أكد وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج جمال ولد عباس ببلدية بني يلمان على تضامن الدولة مع منكوبي الزلزال الذي ضرب المنطقة. * وأعلن ولد عباس خلال زيارة معاينة لمخلفات هذا الزلزال رفقة الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية أن وزير السكن والعمران سيزور لاحقا بلدية بني يلمان عقب ضبط الإحصائيات المتعلقة بحجم الأضرار المادية التي شملت السكنات والتجهيزات العمومية. * ومن المرتقب الانتهاء من هذه العملية من طرف كل من هيئة المراقبة التقنية للبناء وكذا مديريتي البناء والتعمير والسكن والتجهيزات العمومية تحسبا "لإعادة بناء الوحدات السكنية التي يتضح أنها غير صالحة للسكن" حسب ما أوضحه الوزير. * وألح وزير التضامن الوطني على ضرورة إضفاء مزيد من التنظيم على عملية التكفل بالمنكوبين الجارية من حيث الإطعام والإيواء تزامنا - كما قال- مع استعداد قطاعه الوزاري لمنح المساعدات اللازمة في هذا الإطار. * ومن جهته أكد ولد قابلية أن عملية التكفل بضحايا هذا الزلزال تستدعي "تحكما أكثر كونها قد تكون مقرونة ببعض النيات غير الحسنة التي تترصد المناسبات الأليمة من أجل الاحتيال على الدولة في الحصول على سكن". * وشدد في هذا السياق على أن المساعدات التي ستمنح في هذا الإطار "سيستفيد منها المتضررون الفعليون دون غيرهم"، مؤكدا أن "الدولة عازمة على تدارك ما خلفته هذه الكارثة الطبيعية، خاصة على مستوى السكنات والتجهيزات العمومية وذلك بتسخير مزيد من البرامج القطاعية والمحلية".