يتوجه أكثر من 23 مليون جزائري، الخميس، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، في سادس انتخابات تشريعية تشهدها البلاد منذ إقرار التعددية الحزبية، بموجب دستور فيفري 1989. وسيشارك في العملية الانتخابية ما يزيد عن 50 حزبا وعشرات القوائم الحرة بعدد مرشحين فاق ال12 ؟؟؟مترشح، بينهم أكثر من 4 آلاف امرأة، للتنافس على 462 مقعد بالمجلس الشعبي الوطني. وسخرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، نصف مليون مؤطر للإشراف على العملية الانتخابية، بالإضافة إلى آلاف مراكز التصويت التي ستستقبل الهيئة الناخبة، ووسائل لنقل الناخبين، زيادة على مخطط أمني خاص لتأمين عملية الاقتراع من خلال نشر 44 ألف شرطي في الشوارع والأحياء الشعبية وأمام المقرات الحساسة والعمومية، في حين سيتكفل الجيش الوطني الشعبي بتأمين الحدود. ولعل ما ميز انتخابات الرابع ماي 2017 أنها تجرى لأول مرة تحت أعين هيئة وطنية مستقلة لمراقبة الانتخابات، التي قدمتها السلطة على أنها أحد الضمانات الأساسية لتنظيم استحقاقات شفافة ونزيهة حسب الخطاب الرسمي. وأبانت الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم التاسع فيفري عزوفا رهيبا، ولامبالاة من قبل المواطنين، لكن الإدارة ممثلة في وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أكدت أنها ستنسحب على الساعة الثامنة صباحا من يوم الاقتراع كما سيمنع ولاة الجمهورية، الاقتراب من مراكز ومكاتب التصويت، "وذلك لترك الجزائريين يصوتون بكل حرية وشفافية". كما قدمت السلطة ضمانا ثالثا يتمثل في انتخاب الأسلاك النظامية خارج الثكنات. ويبقى الرهان الأكبر الذي يخيف الأحزاب السياسية في تشريعيات الرابع ماي نسبة المشاركة، خاصة وأن هذه الانتخابات صاحبتها الكثير من الانتقادات بداية من كشف الأحزاب عن نوعية مرشحيها، وصولا إلى خطابات الأحزاب وبرامجها نهاية بحملات المقاطعة التي قادها شباب على مواقع التواصل الاجتماعي.
أويحيى.. المهمات الرئاسية تلهيه عن أعماله الحزبية وعاشت الأحزاب في الساعات الأخيرة، من يوم الأربعاء حالة من الترقب والسوسبانس، ووضعت كل التشكيلات السياسية حظوظها في الميزان، خاصة وأن الهاجس الأكبر يبقى "العزوف". وشهدت المقرات المركزية لأكبر الأحزاب السياسية المشاركة في تشريعيات اليوم، هجرة جماعية من مناضليها، بينما شهدت مداوماتها الولائية حركية لافتة تحسبا لهذا الاستحقاق. وفي جولتنا إلى مقر التجمع الوطني الديمقراطي، ببن عكنون، خيم صمت مطبق، ولم نلحظ وجود إلا الحارس المكلف بتأمين المقر. وفضل القائمون على الحزب التوجه إلى مقر المداومة بالعاصمة، في وقت علمت "الشروق" أن الأمين العام للحزب لم يتوجه إلى المقر بحكم انشغالاته في منصبه كمدير ديوان رئاسة الجمهورية، وفضل متابعة اللحظات الأخيرة لتحضيرات الحزب وتقديم التوجيهات في الهاتف فقط، على أن يدلي اليوم بصوته بشارع باستور وسط العاصمة.
ولد عباس يُطارد الناخبين في الفايسبوك ويجند خلية لمتابعة نسبة المشاركة وبأعالي العاصمة، شكل حزب جبهة التحرير الوطني، خلية متابعة لمجريات عملية التصويت، ورصد نسبة المشاركة كل ثلاث ساعات على أقصى تقدير، شبيهة بتلك المنصبة على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية. وحسب ما علمته "الشروق" فإنه تم توزيع المهام على أعضاء المكتب السياسي والموظفين، من أجل معرفة كل التفاصيل، بالمقابل جند الحزب شبابا في مواقع التواصل الاجتماعي لحث الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع.
الصندوق يوحد الأرسيدي والإسلاميين والعمال بالمقابل اتفق كل من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، وتحالف حركة حمس، وحزب العمال على توحيد الصفوف من أجل مراقبة الصناديق درءا لأي محاولة للتزوير، خاصة بالولايات الداخلية والجزائر العميقة. وقال مدير الحملة الانتخابية لولاية الجزائر العاصمة سعودي واعمر، ل"الشروق" أن الأرسيدي ضبط كل الروتوشات واللمسات الأخيرة تحسبا لاستحقاق الرابع ماي، بما في ذلك توفير وسائل نقل لمراقبي تشكيلته السياسية ومؤطريه، لافتا إلى أن الجديد هذه المرة أن الحزب قرر التنسيق مع بقية الأحزاب الأخرى، على غرار تحالف حركة حمس، وحزب العمال، من أجل مراقبة الصناديق.
الأفافاس.. انتخابات بدون الدا حسين وتطلع للعودة ويخوض حزب القوى الاشتراكية أول انتخابات تشريعية في غياب زعيمه الراحل حسين آيت أحمد، ويتطلع الحزب إلى تحقيق نتائج إيجابية تمكنه من العودة إلى الواجهة السياسية التي غاب عنها مؤخرا لتحقيق مشروعه الذي لم ير النور "الإجماع الوطني". وقال الناطق باسم الحزب حسان فرلي في تصريح ل"الشروق"، الأربعاء، إن مناضلي الحزب مجندون من أجل استحقاق اليوم، في انتظار النتائج النهائية للحكم عليه.