مكنت التشريعيات الأخيرة الكثير من الوجوه النيابية من العودة إلى البرلمان، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول غياب التناوب بين أبناء الحزب الواحد، فيما طغى حضور بعض قيادات الأحزاب التي تصر على فرض نفسها عند كل استحقاق انتخابي، وهي الملاحظة التي يمكن الوقوف عندها في نتائج التشريعيات الأخيرة التي أظهرت وجود ما يقارب 30 اسما متداولا منذ 1997. رغم الوجوه الجديدة التي جاءت بها التشريعيات الأخيرة، نجد بجانبهم النواب "الخالدون" الذين تعود أسماءهم في كل العهد البرلمانية على غرار الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، التي يحمل سجلها أربع عهدات تشريعية، كنائب في البرلمان، حيث قضت 25 سنة في مبنى زيغود يوسف وهي ممثلة لشعب، ونفس الشيء بالنسبة للقيادي في حزبها جلول جودي الذي عايش العهدات البرلمانية منذ أول برلمان تعددي. الأفلان رغم المنافسة الشديدة بين أبناء الحزب العتيد للوصول إلى الغرفة السفلى، إلا أن استمرار عدة أسماء، ويتعلق الأمر بالقيادي الأكبر سنا في الآفلان السعيد بوحجة الذي انتخب لعهدة جديدة، حيث لم يمنعه سنه الذي تجاوز 79 سنة من العودة للتشريع عبر بوابة ولاية سكيكدة الذي جاء على رأس قائمتها، ونفس الشيء بالنسبة للنائب علي الهامل من ولاية أدرار الذي لم يغادر قبة البرلمان منذ 20 سنة، أما جاره في المنطقة الجنوبية وبالتحديد ولاية تمنراست قمامة محمود فعاد من جديد إلى أروقة البرلمان بعد ما احتل المرتبة الأولى على رأس قائمته بالولاية، وإلى جانب أصحاب العهدات "الخالدة"، نجد أصحاب ثلاث عهدات والذين يتقدمهم وزير العلاقات مع البرلمان السابق الطاهر خاوة، ورئيس الكتلة البرلمانية السابق محمد جميعي، الذي يدخل البرلمان لعهدة رابعة بعد ما دخلها لمرتين كنائب حر عن ولاية تبسة، بالإضافة إلى القيادي في الحزب عبد الحميد سي عفيف، الذي سيدخل البرلمان لعهدة جديدة بعد ما جاء في المرتبة الثانية في ولاية مستغانم بعد الوزير السابق للموارد المائية عبد القادر والي، ونفس الشيء بالنسبة لمعاذ بوشارب، معارض الأمين العام السابق عمار سعداني الذي ظفر بعهدة جديدة في البرلمان، ويرى مراقبون أن عودة هؤلاء تطرح العديد من التساؤلات حول نفوذهم والجهة التي تضغط لعودتهم. من جانبه، التجمع الوطني الديمقراطي الذي تحصل على 97 مقعدا في هذه الانتخابات لم يختلف السيناريو عنده كثيرا عن باقي التشكيلات الحزبية، حيث عاد اسم رئيس الكتلة البرلمانية السابق محمد قيجي إلى البرلمان، محققا بذلك أربع عهدات كاملة، ونفس الشيء بالنسبة لحسان بونفلة عن ولاية قالمة، ورجل الأعمال طورشي بوجمعة المعروف في ولاية ميلة والذي استطاع أن يحتفظ باسمه. وغير بعيد عن الآفلان والأرندي، نجد النواب المعروفين بمعارضتهم داخل البرلمان يعودون من جديد، للظفر بمقعد ويأتي على رأس هؤلاء النائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، و"صديقه" في الحزب حسن لعريبي الذي يدخل للعهدة الرابعة ويرفض مغادرة مبنى زيغود يوسف.