قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن بلاده لا يمكنها أن تحارب الإرهاب والتطرف نيابة عن الدول العربية والإسلامية، ودعا قادة وشعوب المنطقة إلى إخراج "المتطرفين والإرهابيين"، كما أنه تعهد بالمساعدة في هذا الجهد، وإن أسقط تهمة الإرهاب عن الإسلام، قدّم قائمة يعتبرها تنظيمات إرهابية هي "داعش والقاعدة وحزب الله وإيران"، ثم ألحق بها حركة حماس الفلسطينية، كما أسقط الجزائر من الدول التي يراها مساهِمة بقوة وجهد في محاربة الإرهاب والتطرف. ألقى الرئيس الأمريكي ترامب، خطابا أشبه ما يكون ب"الوصايا" على أسماع وأنظار قادة 55 دولة عربية وإسلامية، شاركوا في القمة الإسلامية الأمريكية، بالعاصمة السعودية الرياض، الأحد، تمحور بشكل أساسي حول سُبل محاربة الإرهاب والتطرُّف، وقدم بلاده على أنها دولة صديقة، وقال "كممثل للشعب الأمريكي أقدم رسالة صداقة وأمل، لذا اخترت أن تكون زيارتي إلى قلب العالم الإسلامي بلد الحرمين"، وذكّر بالخطاب الذي ألقاه حين تنصيبه رئيسا لأمريكا: "لقد تعهدتُ بتعزيز الشراكات والصداقات لإنشاد السلام، وألا تفرض أمريكا رؤيتها للحياة على الآخرين، ولكن أن تكون روح الشراكة، ونظرتنا نظرة سلام". وفيما تعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف، وهو العنوان الكبير الذي قاده إلى السعودية، أبرز ترامب "هدفنا ائتلاف دول تشارك في القضاء على التطرف، وإعطاء مستقبل أمل، هذا الاجتماع الفريد من نوعه هو رمز للعالم بعزمنا على العمل للقضاء على التطرف". وعن الشكل الذي ستكون عليه الآلية الأمريكية الإسلامية لمحاربة الإرهاب والتطرف، ومدى انخراط واشنطن فيها، قال ترامب "طريق السلام يبدأ في هذه الأرض المقدَّسة، نحن نتفق معكم، يجب أن تأخذوا القرار والخيار، وهذا الخيار لا يمكن أن تقوم به أمريكا نيابة عنكم، إلا إذا شعوبكم أخرجت المتطرفين والإرهابيين من مجتمعكم وأراضيكم ومساجدكم"، لكن المعني استطرد أن العالم العربي والإسلامي لن يكون بمفرده في مواجهة الإرهاب، وأشار "نحن ملتزمون.. سنتخلص من الاستراتيجية التي لم تشتغل، ونأتي باستراتيجيات أخرى محددة، فهنالك واقعية نقوم بها"، ليقدم تعهدا آخر بأن بلاده ستدعم جهود محاربة الإرهاب، وأشار "لا تشكوا في دعمنا، شراكتنا ستُقوِّي الاستقرار، وليس عبر القطيعة، سوف نغيِّر التجربة وليس التفكير غير المرن.. ليس عبر التدخل السريع ولكن بالتدرج، لا ننشد المحال ولكن الاتحاد مع من يسعون للسلم.. لكن تحملوا مسؤولياتكم". وحدد ترامب الأطراف التي يتهمها بالإرهاب، ومن ذلك تنظيما داعش والقاعدة، وحزب الله اللبناني، ثم ضم حركة حماس الفلسطينية للقائمة، وهذا تحت أسماع الرئيس محمود عباس الذي كان حاضرا في القاعة بمعية كبير المفاوضين صائب عرقيات، لينتقل بعدها إلى إيران، التي قال عنها "هنالك حكومة تعطي كل شيء للإرهاب.. هنا أتحدث عن إيران، إيران تمول الإرهاب في اليمن ولبنان، إيران تمول وتدرب وتنشر الدمار، إيران أججت الصراع الطائفي وتنادي بالدمار لإسرائيل والموت لأمريكا"، وتابع "بدعم من إيران قام بشار الأسد بجرائم لا تغتفر، والدول عليها إنهاء الأزمة السورية". وفي الوقت الذي حملت كلمة ترامب إدانة للأطراف السابقة بالإرهاب، أثنى على أطراف أخرى تعمل حسبه على محاربة الظاهرة، وقال"دول قامت بمسؤوليات كبيرة في محاربة الإرهاب، كالأردن والسعودية والجيش اللبناني الذي يواجه داعش، والإمارات وقطر التي تحتضن مركز القيادة الأمريكية الوسطى، والبحرين، والتحية للجنود للأفغان الشجعان"، وأسقط سيد البيت الأبيض من القائمة الجزائر، رغم أن أكبر تعاون بين البلدين يتعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف، دون إغفال تقارير الخارجية الأمريكية التي تشيد بجهود الجزائر في هذا الباب. وحملت كلمة دونالد ترامب، "تبرئة" للإسلام من التطرف والإرهاب، بعد تصريحات عديدة أطلقها اتهم فيها الإسلام والمسلمين بالتطرف والإرهاب، وسجل المعني "لقد تعرضنا للإرهاب أكثر من مرة، ودول أخرى تعرضت للإرهاب، لكن الدول الإسلامية والعربية هي الأكثر تضررا.. الإرهاب يقول إنه يقتل باسم الله، لا.. الإرهابيون يعبدون الموت لا الله.... هذه المعركة ليست ضد فصيل أو دين، أو حضارة، بل بين مجرمين وأفراد لائقين يودون حماية دينهم وحياتهم"، مشيرا إلى أن أكثر من 95 بالمائة من ضحايا الإرهاب مسلمون. وعاد الرئيس الأمريكي إلى الاتفاقيات التي وقعها مع نظرائه في السعودية، والبالغة 400 مليار دولار، وقال بشأنها "وقعنا اتفاقا تاريخيا باستثمار 400 مليار دولار في بلدينا، ليخلق آلاف مناصب الشغل، منها 110 مليار دولار لتمويل السعودية بالسلاح، وأصدقاؤنا سيحصلون على منتجات جيِّدة بهذه الصفقة، كما أن هذا الاتفاق سيساعد على لعب دور أكبر في الأمن".