مع حلول رمضان، تتسابق المحطات الفضائية العربية لعرض انتاجاتها المنوعة بين الدراما والفكاهة، على الجمهور العربي الذي أصبح مشتت الذهن وربما الذوق من كثرة الأعمال التي تقدم في أوقات مختلفة وأحيانا في الأوقات نفسها، وغالبا ما يكون التنافس على المستوى العربي بين مصر وسوريا بحكم الإنتاج الغزيز والتنوع والسيطرة على ساحة التمثيل والشاشات العربية، في حين تبقى دول عربية أخرى قليلة الحضور. الدراما السورية التي أهدت للمشاهد العربي في رمضان العام الفائت أزيد من 25 مسلسلا اجتماعيا ودراميا وكوميديا بطابع الحارة والمواطن الشامي، تعود في رمضان 2017، بباقة منوعة تضم 20 مسلسلا، رغم الحرب والدمار الواقع في سوريا والذي دفع بالملايين إلى مغادرة الوطن نحو اتجاهات مختلفة، لكن يظل صناع الأعمال الفنية في سوريا يقاومون وينافسون لتقديم الأحسن كل سنة، وقد حققوا ما عجزت عنه دول تعيش في كنف السلم والرخاء.
"باب الحارة" .. بأي حال عدت يا شام التشكيلة الفنية السورية في رمضان 2017 تقف عند عتبة 20 عملا فنيا بانخفاض في الإنتاج مقدر ب5 أعمال مقارنة برمضان الفارط (2016)، لكن إذا قورن الإنتاج بما تشهده سوريا من حرب وقتل وعدم أمن ولا استقرار فيبدو المشهد معتدلا وعاديا ولا يدعو للقلق على صعيد الانتاجات والحضور في معادلة المسلسلات العربية التي تشكل فيها مصر رقما صعبا. ويحرص نجوم الدراما السوريين على الحضور في رمضان بالظهور في أكثر من عمل لاسيما وأنّ المشاهد العربي أصبح "عاشقا" لما ينتجه أبناء "باب الحارة" الشامية، لذلك هذه السنة يدخلون السباق الرمضاني ب20 مسلسلا موزعا على أجزاء أعمال سابقة وعلى أعمال جديدة مختلفة المضامين والعناوين.
ترامب وكلينتون ضيفا "بقعة ضوء" ومن أبرز هذه الأعمال يعود مسلسل "طوق البنات" في جزئه الرابع، حيث المزيد من القصص الشامية، كما عودة "باب الحارة" في موسمه التاسع والذي يجري استكمال تصوير بقية مشاهده هذه الأيام، والبطولة لعباس النوري وصباح الجزائري وآخرين. أمّا "بقعة ضوء" الذي تعودّ عليه المشاهد، فالسخرية التي يصبغ بها مواضيعه حاضرة في الجزء ال13، حيث يتعرض العمل إلى قضايا سياسية واجتماعية بطرق ساخرة، حيث الجديد فيه أنّه يجسد عدة شخصيات سياسية على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. وتطل "وردة شامية" لتامر إسحاق على عشاقها بلوك غير عادي يختلف عن الدراما التقليدية لشد انتباه المشاهد من خلال قصص الجريمة والإثارة والتشويق، لكن بلون شامي.
الهروب من السياسة إلى الدراما الاجتماعية وفي الدراما الاجتماعية يستعرض "قناديل العشاق" قصة فتاة يهودية تهرب من لبنان بسبب الحرب وتلجأ إلى سوريا، حيث تقع في غرام شاب سوري، وهو من بطولة النجمة اللبنانية سيرين عبد النور ومن إخراج سيف الدين سبيعي وتأليف خلدون قتلان. ويعالج "جنان نسوان" قضايا الغيرة والشك في العلاقات بين الأزواج، في حين يقدم "شبابيك" في حلقات منفصلة كتبها مجموعة من الكتاب طبيعة العلاقات داخل الأسرة السورية، بالإضافة إلى "مذكرات امرأة عاشقة" بطولة كاريس بشار وباسم ياخور وشُكران مُرتجى، أمّا مسلسل "شوق" للمخرجة رشا شربتجي فيتناول ملامح وصور العاصمتين بيروت ودمشق بين عامي 2012 و2014، يؤدي بطولته كل من منى واصف، باسم ياخور، محمد حداقي، صباح الجزائري . كما هو الأمر بالنسبة لمسلسل "حكم الهوى" الذي تدور أحداثه في إطار العلاقات الزوجية والعاطفية ويشرف على إخراجه محمد واقف. إلى جانب بعض الأعمال الاجتماعية الأخرى منها "سنة أولى زواج"، "طلقة حب"، "سايكو"، "توب فايف"، "هواجس عابرة"، "الغريب"، "أزمة عائلية" الذي يعكس خطه القصصي مجريات الحياة في سوريا خلال الفترة الراهنة، وكذا "ترجمان الأشواق" الذي يجسد حكاية ثلاثة أصدقاء "يساريين" تفرقهم الظروف وتجمعهم في الزمن الحالي مع شخصية "نجيب".
حاتم علي يرفع السقف بمملكة "أوركيديا"
وعلى صعيد البيئة الشامية والتاريخ والسياسة، يوشح الأعمال السورية مسلسل "عطر الشام" الذي يدور في فترة الاستعمار الفرنسي لسوريا، في حين يعرض الجزء الثاني من مسلسل "خاتون" يشارك فيه فنانون من سورياولبنان، ذات الحقبة مما يؤدي إلى تشابه كبير في القصص مع "باب الحارة" و"عطر الشام"، ومن جهته فضل المخرج حاتم علي أن يقترح على المشاهد صورة تاريخية بلون فانتازي في عمله الجديد "أوركيديا" الذي يتحدث عن صراع بين ثلاث ممالك هي مملكة "أوركيديا" ومملكة "سمارا" ومملكة "أشوريا".