يستعد سكان منطقة الأوراس على غرار بقية الجزائريين لاستقبال شهر رمضان الكريم، وفقا لعديد من الطقوس التي تتميز بها مختلف أرياف وقرى ومدن الأوراس الكبير، سواء من حيث التحضير المسبق لعديد المسائل التي ترافق شهر رمضان، ناهيك عن ضبط قائمة الأطفال الحاصلين على الضوء الأخضر للصيام على طريقة الكبار. يسترجع الكثير نكهة شهر رمضان خلال أيام زمان بنوع من الحنين، سواء في فترة الاستعمار والثورة التحريرية، أو بعد الاستقلال، وهي الفترة التي يصفها الكثير ب "زمن النية" والبساطة، وروح التضامن التي تجعل الكثير يستغلون هذا الشهر الكريم لفعل الخيرات وتفادي الخصومات، وتنقية القلوب، وأداء الشعائر الدينية، ومساعدة المحتاجين، وغير ذلك من الأعمال التي يحرص عليها الكثير في هذا الشهر الكريم..
سليمان بخليلي: "كم كان ممتعا ومدهشها أول رمضان صمته في حياتي" لم يتوان الإعلامي المعروف سليمان بخليلي في استعادة ذكريات الطفولة مع أجواء شهر رمضان الكريم، حين شده الحنين إلى مسقط رأسه بإحدى قرى أعماق الأوراس، حيث قال في هذا الجانب "نحن الآن في نهاية سبتمبر عام 1973 بعد أيام من الدخول المدرسي، يدعوني الوالد يرحمه الله بعد العصر رفقة إخوتي، وثلة من أبناء العمومة، وأطفالٍ من القرية، لنتحلَّق من حوله في هذه الهضبة التي تطل على واحة سيدي مصمودي الجبلية في عمق الأوراس وهو يمسِكُ بخيط يُثنيه من طرفيه، ثم يطلب مني أن أمسك الخيط بأسناني ويمرر عقدة الخيط فوق رأسي نحو القفا. يبتسم ويكمل نفس العملية مع أكثر من عشرة من الرفاق!!، ليترقب الجميع القرار في لهفة طفولية، ثم يعلن والده الذي كان إمام وشيخ مسجد عن الأسماء المؤهلة للصوم، أما الأطفال الآخرين فيخاطبهم بالقول "ستصومون العام المقبل بإذن الله". ويعلق صاحب برنامج خاتم سليمان على تلك الذكريات قائلا "كم كان ممتعاً ومدهشاً أول رمضان صمته في حياتي، وكم كانت مذهلة طريقة شيخ القرية في تحديد سن البلوغ الذي يؤهله لتدشين مسيرة الصوم.
مداني عامر: "في أول يوم صيام كان يحتفى بنا وكأننا عرسان" وفي السياق ذاته، فضّل الإعلامي المعروف مداني عامر استغلال المناسبة للبوح ببعض ذكرياته مع أولى مسيرته مع شهر رمضان الكريم، حيث يقول في هذا الجانب "كنا ورغم الفقر... بل ورغم الفاقة والحاجة نهفو إلى رمضان... بكثير من الفرح الطفولي المفرط... إلى أول يوم صيام في حياتنا"، مضيفا بأنه كان يتم الاحتفاء بهم وكأنهم عرسان، مع شعور بأن الطفل فينا... قد بلغ سن التكليف والمسؤولية أمام الله... وفي عيون أهله...
فضيلة الفاروق تنصح من ديار الغربة أما الكاتبة المقيمة في لبنان فضيلة الفاروق ففضلت تقديم نصائح من ديار الغربة، حيث خاطبت الجميع بالقول "أتمنى لكم شهر رمضان مبارك، مليء بالتسامح، والرجوع لله بما يرضي ضمائركم وعمقكم الإنساني، أتمنى أن تروا فعلا الفقير، والمظلوم، وأن ترأفوا بأنفسكم من الأحقاد ضد كل من يختلف عنكم..."، وفي سياق نصائحها تمنيت أن يكون هذا الشهر فرصة لتنظيف القلوب والبيوت والطرق المؤدية للبيوت والمساجد، متمنية ألا تتحوّل مساجدنا إلى موائد تفرش بقصع الأكل، فتمرة واحدة حسبها تكفي الصائم لكسر صيامه وصلاة المغرب ثم العودة للإفطار مع عائلته"، وختمت رسالتها بالقول "لكل شخص ما يكفيه من الأكل، لهذا يمكنه أن يتبرّع لشهر رمضان وخارج شهر رمضان بما يطعم مسكنا".