في لفتة طيبة منه، قام والي ولاية قسنطينة كمال عباس، بزيارة خاصة لبيت نجم الحصة الفكاهية الشهيرة "أعصاب وأوتار" الفكاهي رشيد زيغمي، في محاولة منه للرفع من معنويات الفنان الذي لطالما زرع البسمة على مُحيا الجزائريين، خاصة خلال سنوات الجمر رفقة عديد نجوم التمثيل في قسنطينة على غرار حسان بن زيراري وفتيحة سلطان وغيرهما. ورغم أن الزيارة جرت خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن إعادة تداولها أثار صدمة كبيرة بين محبي الفنان، خاصة وأن "زيغمي" بدا فيها شاحب الوجه ومتعبا جدا لا يقوى على الحركة، لتُذكر هذه الصور الجمهور بإحدى الصور التي انتشرت للفنان قبل بضعة أشهر وهو بأحد المصحات التونسية، كان قد تداولها نشطاء "الفايسبوك" بعد خضوعه لأكثر من عملية جراحية دقيقة على مستوى عموده الفقري. وسبق للممثل رشيد زيغمي الذي انطلق مشواره مع التمثيل من مسرح قسنطينة الجهوي، قبل أن يتجه للتلفزيون خلال التسعينيات، أن كشف لمكتب "الشروق" بقسنطينة عن إجرائه لعملية جراحية دقيقة على مستوى العمود الفقري بإحدى عيادات تونس، بعد أن عانى لعدة أشهر من آلام أقعدته الفراش وأبعدته عن وسطه المهني. علما أن الفنان الفكاهي كان قد أجرى عمليتين جراحيتين في عيادة خاصة بقسنطينة، إلا أنها أفقدته الحركة نهائيا، وكان من المنتظر أن يسافر إلى فرنسا لاستكمال العلاج لكنه لم يتمكن من الحصول على التأشيرة، فلم يكن له من خيار سوى الانتقال برّا إلى تونس حيث توجد عيادة تعمل مع أكبر المستشفيات الفرنسية، تكفلت بإجراء عملية جراحية دقيقة، لأجل إعادة الفنان البالغ من العمر 71 سنة إلى الحركة.
غياب أي تكفل للسلطات الرسمية بحالة "زيغمي" يعيش الفنان زيغمي وحيدا بعد وفاة زوجته، كما أنه أب لأربع بنات إحداهن تزوجت في فرنسا، وهي من أمدّته بالمساعدة المادية، إذ صرف لحد الآن 6 آلاف أورو في غياب أي تكفل من السلطات الرسمية أو وزارة الثقافة. ويعرف سكان قسنطينة رشيد زيغمي، بخفة ظله، فهو أحد أشهر المصوّرين الفوتوغرافيين بقسنطينة، وكانت آخر أعماله التي لاقت شهرة واسعة "ريح تور" و"ماني ماني"، بصحبة رفيقه الدائم المسرحي نور الدين بشكري الذي ظل على اتصال به في تونس، قبل أن تظهر نتيجة العملية الجراحية الدقيقة. وقد أبدى "زيغمي" لمكتب "الشروق" في قسنطينة تحسره من مقاومته للمرض وحيدا، ماديا ومعنويا، وقال بأنه لم يتلق لحد الآن أي اتصال للاطمئنان على صحته من أي فنان باستثناء المسرحي نور الدين بشكري، واصفا عياداتنا العامة والخاصة بالمجازر، مع العلم أن آخر أعمال رشيد زيغمي كان فيلم "بوجمعة راه يدور" لمخرجه باديس فضلاء، حيث حضر الجمهور وغاب البطل (زيغمي) الذي اشتهر بدور عنتر المالادي.. قبل أن يمرض فعلا.