شيعت، ظهر أول أمس، بالمقبرة المركزية في جو مهيب، جنازة أحد عمالقة فن التمثيل، وصانع الابتسامة رشيد زيغمي، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 72 سنة، الأربعاء المنصرم بمستشفى ابن باديس الجامعي بعد صراع مع المرض. وكانت بحضور السلطات العسكرية والمدنية للولاية وعلى رأسهم الوالي عبد السميع سعيدون، إلى جانب أهل وأصدقاء الفنان، من العاصمة، باتنة، عنابة، وهران وجمع غفير من المواطنين من حي الشهداء ومن داخل وخارج الولاية. وقد تنقل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بمعية مدير الثقافة لعريبي زيتوني، والمخرج جعفر قاسم إلى بيت الفنان الراحل بحي الشهداء بقسنطينة لتقديم التعازي لعائلة الفنان.
شهادات *الابنة زهرة زيغمي: "لقد فجعنا في والدنا، الذي كان بالنسبة إلينا الأب، والأخ.. كنا ندلعه باسم "شكوكو"، كان بالنسبة إلينا الهواء الذي نتنفسه، لم يقل لي في حياته كلمة "لا"، كان يدللنا ويلبي حاجياتنا الكثيرة وطلباتنا، لن أنسى ما حييت أنه كان يحب الحياة، وأمله كان كبيرا في الشفاء لو ذهب إلى الخارج للعلاج، آخر كلمة قالها بعد أن تصدى للمرض بشجاعته الكبيرة هي: "إني غلبت"، والدموع في عينيه. زوجة الفنان: "كان يحترمني كثيرا، ولم أر منه إلا الخير، ربي يرحمو ويوسع عليه، سأفتقد بشاشته، وطيبته، أتمنى من الله أن يمنحني القوة كي أكمل حياته دونه". *أخت الفنان السيدة موني زيغمي: "طيبة أخي فريدة من نوعها، لقد كان يزورني في العاصمة من حين إلى آخر، وكنا نخرج للتنزه، ليبقى يتحدث بالساعات مع معجبيه من النساء والرجال ويأخذ معهم الصور التذكارية، وكثيرا ما كنت أقلق، لكنه كان يقول لي: "هذا جمهوري الذي دونه لن يكون لي وجود". *السيدة وسيلة زيغمي ابنة أخي الفنان: "عمي ترك برحيله عنا فراغا كبيرا، حالته كانت صعبة جدا، تألم كثيرا وكنا نحس بألمه خاصة في الأشهر الأخيرة عندما ساءت حالته بالمستشفى الجامعي ابن باديس، عوضني حنان والدي". *الفنان بشير بن محمد: "لن أنسى رشيد. كان أخا بالنسبة إلي، جمعتني به عدة أعمال منها "ريح تور، البهاليل، أعصاب وأوتار، جحا"، كنا كالعائلة الواحدة، ذكرياتي معه سبتقى خالدة، هو فارقنا بجسده لكن روحه البشوشة لا تزال بيننا، هو حي في قلوبنا حتى نلقاه". *الفنان النوي الطيب: "ممثل مسرحي، رشيد كان زميلنا وحبيبنا وأخانا، ربطتني معه علاقة عمل لمدة 50 سنة، "إنسان عسولات"، آخر عمل جمعني به كان مسلسل فكاهي من 15 حلقة من إخراج مهدي بلحاج، بعنوان: "أشكون معايا"، صورناه سنة 2015، وكانت أمنية الفنان زيغمي، أن يرى المسلسل النور لكنه فارق الحياة ولم ير آخر إنتاجه". *المخرج حسين ناصف: "كان فنانا متميزا ومتواضعا حقا، عملت معه كثيرا، وآخر عمل جمعني به هو سلسلة فكاهية صورت سنة 2015، بعنوان: "نحس ونص"، كان رشيد يصنع الفرح على البلاطو، ويحل كل المشاكل التي تحدث بسهولة لنعود إلى التصوير من جديد". * سفيان حمزة ابن أخت الفنان: "كل الكلمات لن تفي بحق المرحوم خالي رشيد، كان رجلا طيبا حقا، كان يصطحبني معه إلى شاطئ البحر، وكثيرا ما رافقته في خرجاته الفنية، حضرت معه أحد أعماله الفنية "ريح تور بسكيكدة"، خالي كان الناس جميعا يحبونه لصدقه في عمله، حتى وإن كان في بعض الأحيان يصير عصبيا فلا تفوت عليه لحظة ليعود إلى ضحكه، لن أنساه أبدا ما حييت". الفنان روكي لبزانسي: "كنت أحبه ويحبني كثيرا، التقنيا في سطيف والعلمة، كنت أعتبره أخا، شاركت معه في "ريح تور"، في أوائل التسعينيات، حقيقة، لقد فاقت مدة التصوير شهرا، لكننا لم نكن نحس بالملل، كان رشيد وعمي بشير "هوما ألي يزهيونا"، واليوم أتذكر أيضا الفنان الراحل كمال كربوز، الله يرحم كل موتانا"، هما حقيقة خسارة للفن الجزائري". عزيز شولاح: "أقولها بصراحة لكل الشعب الجزائري وأنا أفتقد أخا وزميلا.. رشيد زيغمي كان طفلا بريئا، شارك في الكثير من الأعمال التي أخرجتها، وهو الذي لا يحسب للمال حسابا، كان العمل حقا معه ممتعا، وكان الممثل الوحيد الذي أعيد تصوير اللقطات معه". الفنان نور الدين بشكري: "كان رشيد زيغمي متواضعا، كان يأمل في الشفاء كثيرا ويواصل عمله كممثل وفنان، وليعلم الجميع أن رشيد زيغمي كان له صوت جميل، وستبقى أعماله الفنية "ماني ماني، البهاليل، أعصاب وأوتار"، وغيرها، جعلته محبوبا لدى الجميع، كان مكسبا للفن الجزائري بحق وحقيقة". الفنان عنتر هلال: "قضيت 50 سنة من الفرح مع أخي وزميلي رشيد، كان حقا صديقا وأخا وفيا، ربطتني معه علاقة أخوية أكثر منها مهنية، إنه إنسان ذو ميزات خاصة، بشوش جدا، متواضع، حنون، طيب للغاية، لو يجد شخصا محتاجا يقدم له يد العون حتى على حساب عائلته، تواضعه هو ما جعل منه فنانا مميزا ومحبوبا، تمنينا أن نمنح له نفسا جديدا لكن شاء الله غير ذلك، فقضاؤه لا يرد، كان اختصاصيا في النكت والوقت يمر معه بسرعة، أذكر ومازلت أتذكر حادثة وقعت لي معه سنة 2011، تقاسمنا نفس الغرفة بنزل، لأسأله: يا رشيد، هل منحنا الجمهور الجزائري ما يستحقه من فن؟ فقال لي: "لا، مازلنا ما مدينا والو لازم الطاقة ألي عندنا نفجروها لازم"، لكن ما حز في نفسي كثيرا ولا أستطيع نسيانه أنه قال لي وهو على فراش المرض قبل أيام من وفاته: "أعلاش خليتوني نوصل لهاذ الحالة"، إنا لله وإنا إليه راجعون؟؟؟"