هنا في دوار فناية بقرية بوربعطاش ببجاية يقع مركز تعذيب النساء المجاهدات واستنطاقهن إلى حد الموت، وهنا بين هذه الجدران التي يغشاها الظلام، تفنن الجلادون الفرنسيون بتوجيه من السفاح مورفيزا في تنفيذ أبشع تقنيات وأساليب التعذيب والقهر في حق نساء جزائريات تحملن ما لا تطيقه الجبال، إيمانا منهن بأن الوطن أكبر والحرية أغلى من النفس. لو كانت هذه الجدران المهترئة تتكلم لروت لنا قصصا لا يتحملها عقل بشر، هنا في مركز التعذيب هذا لا يزال أنين المعذبات ساكنا فيها ودماؤهن التي سفكت لأجل نيل الحرية والاستقلال لم تجف بعد. كريم شيخ، هو ابن المجاهدة الفذة ملعز اوشيخة، خصص وقتا من حياته ليسمع من والدته المجاهدة قصص التعذيب وأساليبه الشيطانية التي سلطت عليها في هذا السجن، ولعل من بين ما بقي راسخا في ذهن والدته المجاهدة، التعذيب بواسطة ما يسمى "مسامير جهنم " التي تحطم العمود الفقري، كما أن التعارف يتم في الغرفة المظلمة قبل وداع الحياة داخل خزانات الصرف الصحي.