تمكن خلال السنوات الأخيرة الكثير من عمالقة الفن العالمي من أداء روائع الفنانين الأمازيغ أمثال إيدير، آيت منقلات، معطوب الوناس، والحاج امحند العنقي. كما أنهم تمكنوا من تعلم اللّغة الأمازيغية وبكل لهجاتها، وتمكن هؤلاء من اكتساح سريع للقلوب، وصاروا يزاحمون أسماء جزائرية معروفة، وأداء الأجانب لأجمل الأغاني القبائلية منح تلك الأغاني نفساً جديداً وأعاد بعث نصوص قديمة وتراثية من جديد، لأنه وببساطة هؤلاء الأجانب تفطنوا إلى أن الأمازيغ مميّزون بروحهم وفكرهم وفلسفتهم، فكل من عرف جوهرهم تعلق بهم وغنى لهم. في وقت يدير فيه البعض ظهورهم للثقافة الأمازيغية، وينتقدون كل ما لديه علاقة باللّغة الأمازيغية، ويقللون من شأنها، هنالك خلف الجغرافيا البعيدة، العشرات من عمالقة الفن العالمي يتفاعلون وبنشوة مع الموسيقى الأمازيغية، حيث سخروا أصواتهم وأناملهم الموسيقية في التّعريف ونشر الأغنية القبائلية، تاركين المستمع المحلي والعالمي يغرق في لهفة الاستماع إلى المزيد من أعمال الفنانين الأمازيغ. وقد حطم مؤخرا المغني الفرنسي الأكثر شعبية "شارل أزنافور" كل الأرقام القياسية في سن 93 سنة، ليس فقط لأنه لا يزال ينعم بصحة جيدة ويغني ويرقص، بل أكثر من ذلك، فإن عميد الأغنية الفرنسية غنى أشهر أغانيه "لابويم" باللغة الأمازيغية مع الفنان العالمي إيدير صاحب رائعة "اسندوا"، وتمكن إدير في ظرف وجيز من تحبيب لغته الأم إلى العملاق شارل أزنافور، ونجح أزنافور في الغناء بالأمازيغية وكأنّه من منطقة القبائل. كما تمكن ماكسيم لوفوريستيي من غناء- وبلسان طليق- "ويس ما دياس واس" بمعنى "هل ترى يأتي يوم" للفنان إدير. لكن تبقى المغنية الفنلندية "ستينا" رغم أنها غير متزوجة بأمازيغي، تغني أغاني أمازيغية في قمة الروعة، حيث استطاعت تأدية أغان قبائلية منها أغنية "ثلتيام ذي العمريو" للمطرب آيت منقلات، وأغنية للمرحوم معطوب لوناس بعنوان "ثيغري نتجالت"، كما أصدرت مؤخرا أغنية جديدة لكاردينال الفن الشعبي الحاج محمد العنقى، التي اقتبسها معطوب الوناس وتحمل عنوان "ايزريو"، وفي ظرف وجيز لاقت الأغنية نسبة مشاهدة محترمة، وبحكم أن المغنية التي عرفت منذ سنوات بعشقها للأغنية القبائلية غنت روائع سليمان عازم وإيدير، كما غنت أغاني طاووس عمروش، وعازفة البيانو إيغربونش، ولقيت أغانيها صدى واسعا في الجزائر وخاصة لدى عشاق الأغنية القبائلية. كما أن هناك فنانين أفارقة من زيمبابوي وغيرها من المناطق الإفريقية أخذوا بعض الإيقاعات من أغاني الفنان الترقي "عثمان بالي" وفرقة "إيشنوين" مع تعديل طفيف.