يعود الفنان الكبير إيدير هذه المرة بتحد كبير، إذ أصرّ في ألبومه المرتقب صدوره يوم الجمعة المقبل بفرنسا، على أن يؤدي عمالقة الفن ونجوم عالميون من فرنسا، أغان باللغة الأمازيغية، يتقدّمهم المغني الكبير شارل أزنافور، وكذلك فرانسيس كابريل، باتريك برويل، ماكسيم لوفوريستيي، غرون كور مالاد، برنارد لافينيي وجيرارد لينورمان وهنري سالفادور بمشاركة رقيقة من ابنته ثانينا. عبر موقع إيدير على اليوتوب يرصد مقتطفات من ألبومه الجديد الموسوم ب«هنا وهناك"، وهو تسجيل سمعي وبصري مع هؤلاء الفنانين، يبعث على التفاؤل من عمله الجديد، وأكثر من ذلك تنتابك الدهشة لما ترى هؤلاء النجوم يشتغلون بجد لأداء جميل باللغة الأمازيغية، وهو ما يشكّل فخرا للهوية الجزائرية على اختلاف ألوانها. شارل أزنافور يتحرى عن الكلمة والمعنى قام إيدير بترجمة الأغنية الشهيرة لأزنافور "لابوام"، وبدا الفنان منسجما ومندهشا في نطقه للكلمات بالأمازيغية، وعنه أكّد إيدير أنه كان من بين الناطقين الجيدين الأوائل، وأنه قام بتحبيب لغته الأم للعملاق شارل أزنافور، كاشفا أنه لا يتوانى أبدا في البحث عن المعنى وتلقين الكلمات صوتيا مهما كانت معقدة، وأضاف صاحب رائعة "أسندو" أنّ أزنافور نجح في الغناء بالأمازيغية وكأنّه من منطقة القبائل. يرارد لينورمان و«صباحيات الشتاء» تعد أغنية "صباحيات الشتاء" أو "لي ماتان دي فار"، من أحب أغاني إيدير إلى قلبه، كونها تحكي قصة عاشها في صغره، وفي هذا الألبوم الجديد يقترحها مع الفنان جيرارد لينورمان الذي عبّر عن حبه للموسيقى والأغنية الأمازيغية، وقال أيضا أنّ الأمازيغ مميّزون بروحهم وفكرهم وفلسفتهم. الفيديو يحيل إلى صعوبة جيرارد في نطق جملة واحدة في آخر الأغنية، لكن سرعان ما نجح في الأداء بصوت رخم وجذاب. ابريل في "لا كوريدا" فرانسيس كابريل المحبوب جدا عند الجزائريين، والذي اشتهر كثيرا بسبب أغنية "أحبها حتى الموت"، قام إيدير بإقحامه في مجموعته الذهبية، واتّفقا على أداء ثنائي لأغنية بالفرنسية والأمازيغية عنوانها "لا كوريدا" (مصارعة الثيران). يقول إيدير "موضوع الأغنية أعجبني لأنه يمثلني كمناضل، وموافق على الأفكار التي تطرحها الأغنية، وتم دعم الكلمات بموسيقى من منطقة القبائل"، بالإضافة إلى شدو ابنته تانينا الرقيق، في أداء يشبه هؤلاء القبائليين الذين يتوجهون نحو الجبل. لم أفهم لكن أعرف أنها تشبهني بدا الفنان ماكسيم لوفوريستيي بلسان طليق لما غنى بالأمازيغية أغنية "ويس ما دياس واس" بمعنى "هل ترى يأتي يوم"، رغم أنه لا يفهم شيئا -على حد قوله- واكتفى بقناعة أنه يحترم نصوص إيدير العالمية، وأن المعنى يشبهه تماما. من جهته، قال إيدير "أنه في هذا العمل ترسخت له قناعة شخصية، مفادها أنه مهما كان المكان الذي ولد فيه هو نفسه الذي نحن فيه الآن"، في إشارة إلى نقل الثقافة الجزائرية والأمازيغية على الخصوص والاشتغال عليه.