تعرف مراكز العبور الحدودية بولاية الطارف منذ بداية صيف 2017، في كل من أم الطبول والعيون، توافدا ملفتا للانتباه للأشقاء التونسيين، على ولاية الطارف للتبضع والتزوّد بالوقود على وجه الخصوص، حيث يدخلون بسيارت خزانات وقودها شبه فارغة ويعودون بها مليئة، مع أخذ قسط من الراحة على جوانب البحيرات التي تكون عادة في طريقهم نحو مراكز العبور لاسيما منها بحيرتي طونغة والأوبيرة، حيث يجد عابر هذا المكان الكثير من العائلات التونسي بترقيم سياراتها على ضفاف البحرية تتناول غذاءها، ناهيك عن التمتع بشواطئ القالة مثل المرجان ومسيدا وكابروزا والقالة القديمة. حيث وخلال تواجدنا بمركز العبور أم الطبول الشهير، بأكبر تدفق بشري للمسافرين على طول السنة، التقينا بعائلات تونسية على هامش زيارة السلطات المحلية لذات المراكز الأسبوع الماضي، وأكد لنا بعضهم بأنهم متعودون على الدخول إلى ولاية الطارف يوميا وأسبوعيا، خاصة وأن هناك صلة قرابة ومصاهرة وجيرة بينهم، فدخولها يكون للتبضّع والاستمتاع بشواطئ وبحيرات الطارف ليوم أو يومين. وأحيانا تكون إقامتهم في بيت الأقارب، حيث يجلبون معهم من أسواق الطارف مستلزمات التجميل والمواد الاستهلاكية، ومن محطات الوقود يتزودون بتلك المادة الحيوية التي يزيد عليها الطلب في بلدهم لجودة الوقود الجزائري وسعره الرخيص.. حسب أحدهم، فإن 7 آلاف دج جزائري يحصلون عليها نظير بيعهم 100 دينار تونسي، تكفيهم أحيانا للتبضّع والاستمتاع ليوم كامل سياحة، والرجوع أدراجهم. بينما يفضل تونسيون آخرون التوغل في قلب الجغرافيا الجزائرية للتبضّع، خاصة من محلات دبي بالعلمة بولاية سطيف، أو في محلات الرتاج بالمدينة الجديدة علي منجلي بولاية قسنطينة، أو في بلدة عين فكرون بولاية أم البواقي، حيث مازالت الأسعار الزهيدة تجذب منذ الربيع الماضي آلاف التونسيين إلى درجة أن الخطوط الجوية التونسية فتحت رحلة أسبوعية خاصة ذهابا وإيابا نحو مطار قسنطينة، كما توجد حافلات تصل عاصمة الشرق الجزائري، بشكل يومي فيها العشرات من التونسيين الذين يشترون حاجياتهم من أسواق الجزائر.