تزخر منطقة قورارة بولاية أدرار بالكثير من القصور التاريخية التي تؤرخ لعقود من الزمن، لكن هذه الأخيرة تعاني في صمت أمام العوامل الطبيعية المختلفة وتهميش السلطات والإنسان، وعلى سبيل الأمثلة لا الحصر ما يحدث لقصور منطقة "أوقروت"، باتت عرضة للتخريب وطالتها يد البشر، ومن خلال جولة يوم الجمعة يظهر مدى الإهمال لهذه الكنوز التاريخية، فقصر "تالة" من البنايات التي تظهر قوة ورقى التصميم، شيد منذ قرنين تقريبا بحسب الروايات التاريخية وسط واحة من النخيل، لكن الواقع حاليا أنه معرض للاندثار والسقوط في أي لحظة في ظل صمت الجهات الوصية. نفس الأمر يتكرر مع قصر "بن عياد" بمنطقة "تبرغمين"، فالإسمنت المسلح أصبح يحيط به من كل جانب لدرجة لا يستطيع رؤيته من بعيد، ورغم أنه من الشواهد التاريخية على عبور الإنسان من هذه الجهة واستقراره به، إلا أن المؤشرات الحالية تنبئ بزوالها في القريب العاجل، ما لم تسارع المصالح المعنية بالثقافة والآثار باستدراك الوضع ومسابقة الزمن. كذلك من القصور التي لم يبق منها غير الأطلال، قصر "تنقلين" هذا الأخير يعاني وبحاجة لنفض الغبار عليه، وبحسب عدد من سكان الجهة فإن هذه القصور كانت لوقت قريب، مقصدا لعديد الوفود من الدول الأوروبية وأفواج السياح في سنوات، لكن تدهور الأوضاع الأمنية عقّد الوضعية وجعلهم لا يختارون هذه الوجهة السياحية. كما أن الواحة الحمراء "تيميمون"، لا تختلف قصورها هي الأخرى عن هذه النماذج من القصور المنتشرة بمنطقة "القورارة والتيدكيلت وتوات"، لذا يناشد سكان الجهة المسؤولين عن الثقافة والسياحة، الالتفاتة لهذه الشواهد التاريخية لاستقرار الإنسان بالصحراء الجزائرية.