يعد المنتخب السلوفيني واحد من مفاجآت مونديال جنوب إفريقيا، فهو منتخب صغير دوليا، لكنه عرف كيف يشق طريقه نحو الشهرة والعلى بفضل مهارات عناصره الكبيرة والتي مكنتهم من الفوز في المباراة الفاصلة أمام روسيا بهدف وحيد بفضل زلاتكو ديديتش الذي تحول منذ ذلك اليوم إلى بطل كبير، وهو الفوز الذي غير كل شيء في هذا البلد الذي لا يزيد عدد سكانه عن المليوني نسمة والذي نال استقلاله الوطني منذ سن 1991 فقط. * منتخب سلوفينيا لمن لا يعرفه جيدا قطع مشوار التأهيليات بتلقيه أربعة أهداف فقط، مقابل ذلك خطف التأشيرة بقوة، لأنه ليس بمقدور أي كان أن يزيح العملاق الروسي بنجومه الكبار من الطريق، تاركا في محطة الإنتظار منتخبات كبيرة على غرار بولونيا وجمهورية التشيك. * وشارك منتخب سلوفينيا في العرس العالمي الكبير للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى التي كانت سنة 2002 ورغم أن الجميع لا يرشح السلوفينيين للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، بحكم عدة عوامل أهمها تواضع مستواهم مقارانة بمستوى المنتخبات الأخرى المشاركة سواء على مستوى المجموعة الثالثة التي تضم العملاق إنجلترا والولايات المتحدة وبدرجة أقل منتخبنا الوطني العائد إلى المنافسة العالمية بعد24 سنة من الغياب، إلا أن هذا المنتخب لا سيما مدربه كيك عازم على خطف الأنظار ومنافسة الإنجليز والأمريكان إلى غاية آخر لحظة انطلاقا من ثقته الكبيرة في عناصره التي كانت وراء التأهل والإرادة التي تحلوا بها في الوصول إلى رفع التحدي. * * نقاط قوة وضعف "السلوفين" * ويجمع العارفون أن المنتخب السلوفيني يتميز بنقاط قوة كثيرة نذكر منها اللعب جماعيا، حيث ورغم أن الأغلبية ينشطون في عدة أندية أوروبية متواضعة، إلا أن الفريق يحسن اللعب جماعي وهو ما سمح للاعبيه الفوز في روسيا على أصحاب الأرض. * كما يعرف اللاعبون السلوفينيون بقوة إرادتهم وثقتهم المفرطة بالنفس، لذلك هم لا يخشون أي تحد مهما كان المنافس، علما وأنهم أزاحوا من طريقهم منتخبات كبيرة مثل التشكيك وبولونيا. * أما نقاط ضعف المنتخب السلوفيني فتتمثل أساسا في غياب التجربة الكافية لدى غالبية اللاعبين الذين لم يسبق لمعظمهم أن شاركوا في منافسات كبيرة من هذا الحجم مثل كأس أمم أوروبا وكأس العالم. * * منتخب بروح قتالية عالية وبدون نجوم * لا يضم المنتخب السلوفيني في صفوفه أي نجم، لكن على الرغم من أن الفريق يعول على قوته الجماعية وروحه العالية، فإن مدربه كيك يستطيع الإعتماد على بعض اللاعبين الموهوبين أبرزهم مهاجم كولون ميليفوي نوفاكوفيتش (30 سنة) الذي سجل خمسة أهداف خلال التصفيات. نوفاكوفيتش يشكل ثلث المنتخب إلى جانب الحارس سمير هاندانوفيتش وقائد المنتخب روبرت كورين لاعب الوسط المهاجم المتألق. * * مدرب مغمور وحب للتحديات * عرف مدرب سلوفينيا ماتياش كيك بخصاله القيادية أكثر من موهبته على أرض الملعب. كان في الثلاثين من عمره عندما لعب أول وآخر مباراة دولية له عام 1992. بدأ أولى خطواته في مسيرته التدريبية قبل ثمانية أعوام في نادي ماريبور الذي قاده الى ثلاثة القاب محلية متتالية عندما كان لاعباً في صفوفه. بعد أن أمضى على رأس الجهاز الفني لماريبور ست سنوات، تعاقد معه الإتحاد السلوفيني للإشراف على تدريب منتخبي تحت 15 وتحت 16 سنة. وفي جانفي 2007 رقي إلى منصب مدرب المنتخب الأول، ومنذ ذلك التاريخ حقق إنجازات فاقت جميع التوقعات من خلال قيادته منتخب بلاده المغمور إلى أهم بطولة عالمية.