أجمع الاختصاصيون أن إنجلترا التي تبلغ نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة عشرة في تاريخها تعد مرشحة فوق العادة لتصدر المجموعة الثالثة. لكن هذا لا يعني أن طريق كابيلو وأشباله سيكون مفروشا بالورود، لسبب واحد هو أن المنتخب الأمريكي الذي اكتسب خبرة كبيرة من مشاركاته العديدة والمتواصلة قادر على قلب الموازين نظرا لامتلاكه عناصر موهوبة لا تمت بصلة إلى الفريق الذي شارك في دورة إيطاليا والذي كان مؤلفاً من شباب جامعات، كما أن المنتخب الجزائري العائد إلى مصاف الكبار بعد غياب دام 24 سنة يسعى عبر أسماء ينشط اغلبها في أقوى البطولات الأوروبية إلى تأكيد المسيرة الرائعة في التصفيات شأنه شأن المنتخب السلوفيني الذي يشارك للمرة الثانية في النهائيات بعدما أزاح المنتخب الروسي في الملحق الأوروبي.هذه المعطيات وغيرها سيطلع عليها قراء "المساء" في هذه القراءة التحليلية لمشوار المنتخبات الأربعة. منتخب الأسود الثلاثة مسيرة رائعة تحتاج إلى تأكيد لم يسبق لمنتخب الأسود الثلاثة أن فاز باللقب العالمي خارج انجلترا، لكنه يتوجه إلى جنوب أفريقيا وهو واثق من أن مغامرته ستستمر إلى ما بعد الدور ربع النهائي هذه المرة، وهو الأمر الذي تؤكده الثقة السائدة وسط الفريق والتي فرضتها مسيرة روني ورفاقه الرائعة في التصفيات تحت قيادة المدرب القدير فابيو كابيلو حيث أنهوا مشوارهم مسجلينً أعلى نسبة من الأهداف (34 هدفاً) وحققوا تسعة انتصارات من أصل عشر مباريات. ونجح واين روني في تسجيل تسعة أهداف كاملة وهو مصمم على تدارك ما فاته في الدورة الأخيرة عندما تم طرده خلال مواجهة البرتغال. ويعتقد المتتبعون والنقاد أن المنتخب الانجليزي بدفاعه المتماسك ووسط ميدانه المبدع وفعالية هجومه قادر على لعب ورقة التاج وليس فقط اجتياز الدور الأول. بلد العم سام في رحلة البحث عن مكان مع العمالقة تخوض أمريكا النهائيات للمرة السادسة على التوالي وستثق بقدرات لاعبيها على بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى منذ عام 2002 عندما وصلت إلى الربع النهائي. ويرى الاختصاصيون أن الاستقرار في العارضة الفنية وحنكة المدرب برادلي ونوعية التعداد تضع ممثل بلد العم سام في رواق يسمح له بمقارعة العمالقة مثلما فعل في كأس القارات الصيف الماضي عندما فاجأ نظيره الإسباني في المربع الأخير، قبل أن يتقدم على المنتخب البرازيلي 2-0 في المباراة النهائية وخسر في آخر المطاف ب 3-2. ويأمل يرادلي أن يتعافى مدافعه العملاق اجووشي اونيوو من إصابة في ركبته في الوقت المناسب، ليلتحق بالفريق الذي يعتمد بشكل كبير على لاندون دونوفان في خط الهجوم في ثالث مشاركة له في المونديال. تحد جديد لمحاربي الصحراء يعود المنتخب الجزائري إلى المسرح الكروي العالمي بعد غياب 24 عاماً إثر مباراته الفاصلة مع نظيره المصري وهو يضم في صفوفه، نخبة من اللاعبين أصحاب الخبرة المنتمين إلى أندية أوروبية عريقة أبرزهم كريم زياني صانع ألعاب نادي فولفسبورغ بطل ألمانيا ومجيد بوقرة مدلل أنصار غلاسكو رانجرز الاسكتلندي ونذير بلحاج الظهير الأيسر السريع في صفوف بورتسموث ومراد مغني وسط ميدان لازيو روما وعنتر يحيى الذي سجل هدف الفوز في مرمى "الفراعنة" والذي سيواجه زميله في نادي بوخوم الألماني، السلوفيني زلاتكو ديديتش في المباراة الافتتاحية لهذه المجموعة بمدينة بولوكوين وهي أفضل فرصة ل"الخضر" لانتزاع ثلاث نقاط تمهد لهم طريق العبور إلى المحطة الموالية من السباق، وهو أمر وارد بالنسبة لفريق وصفته الصحافة الانجليزية بالفريق الأوروبي بامتياز. مفاجأة التصفيات كان منتخب سلوفينيا الذي يشرف على تدريبه ماتياش كيتش مفاجأة الملحق بتأهله على حساب روسيا بهدف ديديتش الوحيد في مباراة العودة بعد الخسارة ذهاباً 2-1 في موسكو. وكانت المشاركة الأولى لهذا البلد الصغير في منافسة كبرى منذ نيله استقلاله عام 2000 في كأس أمم أوربا تلاها بلوغه نهائيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. ويضم الفريق في صفوفه لاعبين ممتازين يتقدمهم روبرت كورين الذي يلعب في صفوف وست بروميتش الإنجليزي لكن يرى الاختصاصيون أن الخطورة الحقيقية في الخط الأمامي تكمن في ميليفوي نوفاكوفيتش لاعب كولون الألماني.