آلاف المواطنين الفلسطينيين يخرجون في غزة يرحبون بعودة حكومة الوفاق الوطني، مؤكدين ان وحدة الشعب والوطن قيمة عليا فوق كل الاعتبارات السياسية والحزبية.. ومن جديد يعاد الدرس البليغ انه عندما تتألم غزة يبكي الوطن وتتوجع الأمة وينتفض الأحرار في العالم يقطعون علاقاتهم بالعدو العنصري الذي لا يفهم الا بلغة القوة.. وعندما تنتفض غزة وتقتحم حصون العدو ومستوطناته وتقصف تل ابيب ومطار بن غوريون تزغرد النساء وتتهلل وجوه الشباب ويفتح الرجال صدورهم للرصاص ان لا شيء يمنع من الفرح وكلنا فداء للمقاومة.. هي غزة منذ سبعين عاماً وهي الحضن الدافئ للوطنية الفلسطينية ومنبع الثورة الدافق الذي يضخ بأنواع الرجولة والتحدي.. هي غزة التي لم تستسلم لنكبة 1948 وفتحت حضنها المليء يقينا وكرامة للمهجرين من مدنهم وتنجبل معهم في رافعة للمقاومة وللمشروع الوطني الفلسطيني فدفعت بعشرات ابنائها للعمل الفدائي والسياسي فكانت على مدار الخمسينات والسيتنات مدرسة ثورية تعد الأجيال لنهوض اسطوري انبعث في ثورة وجدت من الجزائر حصنها وداعمها فكانت فتح بنتا طبيعية لجبهة التحرير الوطني تتحرك بأبجدياتها وتنقش في سفر المقاومة اساليبها وكانت مقاومة وكانت ثورة وكانت الجزائر دوما حاضرة لتصليب عودها وحماية ظهرها من الأعداء وبعض الإخوة الأعداء.. وظلت غزة تحمل السر وهي ترسل آلاف ابنائها إلى الجزائر طلبة وعسكريين وسياسيين ومدرِّسين فكانت الأسماء متقاربة والهوى واحد. غزة اليوم تستعيد الحكومة لتؤكد لكل الفلسطينيين في شتى أصقاع الأرض ان غزة تصنع الفرح كما انها تصنع المقاومة وكما انها تكسر الانفصال والانقسام.. يوم تاريخي هو يوم الاثنين الماضي عندما علت الأصوات تهليلا وتكبيرا لوحدة دفع الشعب ثمنها غاليا.. انه يوم انتصار الوطنية الفلسطينية ويوم تغليب الحق العام على الحق الخاص.. انه مجد تصنعه حركة حماس بقيادتها الجادة كما تصنعه حركة فتح باستجابتها الحقيقية الفاعلة. ان المسألة اكبر من كونها ارجاع كهرباء وماء وفتح معابر.. إنها عودة شريان الأخوّة يتدفق في كل الأجزاء الفلسطينية.. انها مسألة الشهداء والمجاهدين والمناضلين والأسرى والمشردين.. مسألة بحجم المستقبل. لا يحب غزة إلا الوطنيُّ والمؤمنُ وينفر منها المنافقون عشاق الدنيا والسقط من المتاع.. يبغض غزة أصحابُ المصلحة في التفرقة والانقسام.. يبغض غزة من يشترك مع رابين ويتمنى ان يبتلعها البحر.. اما الشرفاء والأحرار فهم يضعون غزة حيث يليق بها تاجا على جبين العرب والمسلمين؛ فغزة العزة من قهر رابين وأذل الجيش الصهيوني فمن سواها يستطيع ان يصنع الفرح؟ ايها الغزيون زوروا أباكم هاشم اليوم وجددوا معه عهد الأخوة والمحبة ودمتم بانتصارات.