بقدر ما وفق الناخب الوطني رابح سعدان بنسبة كبيرة في ضبط التشكيلة الأساسية التي لعبت مباراة أمس أمام منتخب سلوفينيا، سواء في الدفاع، الوسط أو الهجوم، بقدر ما جانبت تغييراته التي قام بها بعد ذلك خلال الشوط الثاني التسلسل المنطقي الذي سارت عليه المباراة، خاصة بعد طرد المهاجم عبد القادر غزال، و قاء المنتخب الوطني منهزما وبعشرة لاعبين فوق الميدان. * ففي قراءة بسيطة لمجريات المرحلة الثانية من المباراة، يبدو أن رابح سعدان راح مرة أخرى ضحية "الكوتشينغ" الذي لم يوفق فيه تماما، وهو ما ذكرنا بالعديد من المباريات التي خسرها المنتخب الوطني بسبب أخطاء في قراءة اللعب وإحداث التغييرات المناسبة في الوقت المحدد، ومنها ما حدث في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس، وبالضبط في مباراة نصف النهائي أمام المنتخب المغربي. وهو نفس ما وقع تقريبا في مباراة أمس، حيث في الوقت الذي كان رفقاء كريم زياني بحاجة إلى الدعم في الهجوم، قام الناخب الوطني بتغيير مهاجم بآخر في نفس المنصب، وذلك بإقحام غزال مكان رفيق جبور، وهو أول خطأ وقع فيه سعدان الذي فضل عدم المغامرة، حيث كان الأجدر لو تم تدعيم الخط الأمامي بمهاجم آخر. * وفي نفس السياق، واصل المدرب الوطني اللعب بنفس الحذر، بعد طرد الحكم لعبد القادر غزال في الدقيقة 75 من المباراة، وبقاء الفريق بعشرة لاعبين فوق الميدان، حيث أقحم رفيق صايفي كمهاجم صريح في مكان مهاجم آخر، هو كريم مطمور الذي قدم مردودا جيدا في الهجوم. * ولعل التغيير الذي يطرح أكثر من علامة إستفهام، يبقى دخول عدلان قديورة مكان فؤاد قادير عشر دقائق قبل نهاية المباراة، في وقت كان المنتخب الوطني يبحث عن تعديل النتيجة، كما كان المدرب يملك في دكة الإحتياط خيارات وأوراق هجومية أخرى أفضل من لاعب وسط ميدان، مهمته تكسير اللعب وإسترجاع الكرات، وهذا على غرار مهاجم سوشو رياض بودبوز، الذي لم نفهم عدم إقحامه من طرف سعدان، خاصة وأن إمكانات وفنيات هذا الأخير كان بإمكانها أن تكون الحل المناسب لعقم الهجوم الذي يبقى يعاني منه المنتخب الوطني إلى إشعار آخر.