يعيش المصابون بحساسية لسعات النحل كابوسا حقيقيا، في ظل غياب حقن "الأدرينالين" التي تحميهم من موت محقق في حال تأخر إسعافهم، بعد تعرضهم للسعة نحلة، ولطالما طالب المختصون في أمراض الحساسية، الدولة بضرورة توفير هذه الحقن، خاصة وأن أسعارها منخفضة في السوق الدولية. تعتبر حساسية لسعة النحل، من أخطر أنواع الحساسية وأكثرها تعقيدا على الإطلاق، فهي تهدّد صاحبها بالموت، في حال إصابته وتأخر إسعافه طبيا، ولخطورة هذا النوع من الحساسية، لطالما طالب المختصون الدولة بتوفير حقن الأدرينالين. وهذه الحقن مهمة جدا، فهي تستعمل مثل حقن الأنسولين، إذ بإمكان المصاب حقن نفسه بمجرد تعرضه للسعة نحلة، تجنبا لتطور وتعقد حالته. وفي هذا الصدد، تأسف رئيس الأكاديمية الجزائرية لمرضى الحساسية، ورئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى رويبة بالعاصمة، غرناؤوط مرزاق في حديث مع "الشروق"، لغياب حقنة "الأدرينالين" من السوق الجزائرية، رغم انخفاض ثمنها عالميا. والحقنة تستعمل أيضا للوقاية من نوعين آخرين من الحساسية، وهي حساسية الأطعمة والأدوية. ويؤكد البروفيسور غرناؤؤوط، على ضرورة حيازة كل مصاب بهذه الأنواع من الحساسية للحقن، في حقائبهم وداخل مساكنهم. ومن جهة أخرى، ناشد المختص السلطات، سيما وزارة الصحة، تخصيص يوم وطني لمرضى الحساسية، على غرار الأيام الوطنية لمختلف الأمراض، وحسب تعبيره "جميع الأمراض خصصت لها الدولة يوما وطنيا إلا الحساسية، رغم العدد الكبير للمصابين بهذا المرض". مقترحا أن يكون يوم 16 ديسمبر يوما وطنيا للحساسية. وتشير آخر الإحصائيات، إلى أن مليون جزائري يعانون من أمراض الحساسية، وأن الرقم في تزايد، وحسبه "عدد المصابين بحساسية الربو في الجزائر يشكلون ما نسبته 4 من المائة، وحساسية مخاطية الأنف مابين 20 و30 من المائة".
50 من المائة من سُكّان المعمورة سيُصابون بالحساسية في 2025 والى ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا، من إصابة 50 من المائة من سكان الأرض بالحساسية في 2025، خاصة وأن هذا المرض يصنف في المرتبة الرابعة في قائمة الأمراض الأكثر انتشار عالميا. وتسعى الأكاديمية الجزائرية لأمراض الحساسية التي تأسست بتاريخ 8 ديسمبر 2014، لترقية طبّ أمراض الحساسية، من خلال تنظيم وتنشيط التظاهرات العلمية على المستويين الوطني والدولي، كما تعمل على تطوير التكوين ما بعد الجامعي والمتواصل في مجال طب أمراض الحساسية، وكذا المساهمة في تنفيذ البرامج الوطنية والدولية في مجال الصحة. هذا، وتمكنت الأكاديمية وفي سابقة هي الأولى من نوعها محليا، من الجمع بين النشاطات الممارسة في مجال طب الحساسية، من خلال ضم كافة التخصصات الطبية التي تهتم بهذا العلم، لا سيما طبّ الأمراض الصدرية، طب الأطفال، اختصاص الأنف، الأذن والحنجرة، طبّ الأمراض الجلدية وطبّ أمراض المناعة.