ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ما يسمى تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تقوم على حماية عصابات تهريب المخدرات الناشطة بين جنوبالجزائر وشمال مالي وشرق موريتانيا مقابل تحصيل جباية منها. وأكدت "فرانس برس" من مصادر متطابقة، في موريتانيا وأوروبا والولايات المتحدة أن عناصر التنظيم الإجرامي يضمنون عبور قوافل الكوكايين والهيروين القادمة من أمريكا الجنوبية والمتوجهة إلى أوروبا عبر جنوبالجزائر وشمال مالي وشرق موريتانيا ويحصّلون عليها الضرائب، لكنهم حسب تلك المصادر لا يزالون حتى الآن مجرد مقدمي خدمات تجذبهم ما تدره هذه التجارة من أرباح، لكنهم لا يستهلكونها ولا يتاجرون فيها باعتبارها "نشاط يحرمه الإسلام". وشارك عناصر ما يسمى "الجماعة السلفية"، المستقرون منذ نحو 15 سنة في المنطقة، في كل نشاطات التهريب وبخاصة السجائر، وفتح لهم تهريب المخدرات، لا سيما الكوكايين القادمة من أمريكا الجنوبية آفاق أرباح طائلة وفرت لهم مصادر هامة من التمويل. وأوضح قاض متخصص في الملف رفض الكشف عن هويته في نواكشوط "أنهم في الواقع منقسمون بشأن المخدرات"، مضيفا "هناك من يعتبرون المخدرات حرام ولا يتعاطونها، وهناك من يحمون مهربيها ويحرسون قوافلهم ويتقاضون ضريبة مقابل ذلك باعتبارها مخصصة لتسميم الشباب الغربي". كما اعتبر دبلوماسي غربي في نواكشوط أن "هناك نقاط تواصل ونوع من التنسيق بين القبائل ومجموعات المتمردين والمهربين والعصابات والإرهابيين الذين ينشطون تقريبا بكل حرية في تلك المناطق"، إلا أنه اعتبر أن المسلحين المتورطين في تهريب المخدرات يمارسون ذلك بشكل فردي، مؤكدا أن "بعضهم من عناصر القاعدة وينتمون في الوقت نفسه إلى شبكات إجرامية". وفضلا عن تمويل الإرهاب، يثير النفوذ الذي تمنحه المخدرات، ولا سيما الكوكايين في بلدان الساحل الفقيرة قلق الخبراء حسب "فرانس برس"، واعتبر باحث في باريس متخصص في المنطقة طلب عدم الكشف عن هويته أن "عمليات التهريب تعود إلى قوافل الملح وإلى زمن غابر"، لكن "بالكوكايين تتغير المقاييس لأن الأموال التي تدرها، طائلة وبإمكانها التسبب في الفساد وعلى غرار ما يجري في بعض دول إفريقيا السوداء، من المؤكد أن بعض الدول في المنطقة بدا ينخرها الفساد في مستويات عالية جدا".