أوضح قاض متخصص في ملف نشاط القاعدة في المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل، رفض كشف هويته، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية بنواكشوط، أن عناصر التنظيم الإرهابي منقسمون في الواقع بشأن المخدرات، وهناك من يعتبر أن المخدرات حرام ولا يتعاطونها، وهناك من يحمون مهربيها ويحرسون قوافلهم ويتقاضون ضريبة مقابل حمايتهم “لاسيما أنها مخصصة لتسميم الشباب الغربي”، حسب هذه الفئة. من جهته، قال دبلوماسي غربي في نواكشوط إن هناك نقاط تواصل ونوعا من التنسيق بين القبائل في منطقة الساحل ومجموعات المتمردين والمهربين والعصابات والإرهابيين، إلا أن عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي المتورطين في تهريب المخدرات يمارسون ذلك بشكل فردي، مؤكدا أن بعضهم من عناصر تنظيم دروكدال وينتمون في الوقت نفسه إلى شبكات إجرامية. ويقول قائد عمليات مكافحة المخدرات سابقا، الجنرال الأمريكي مايكل براون، لذات الوكالة، إن الكارتالات الكولومبية أقامت علاقات أعمال مع القاعدة، وأصبحت تسلك الطرق التي يستعملها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لعبور شمال إفريقيا في اتجاه أوروبا. من جهة أخرى، أفادت وكالة الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، أنه يتم كل سنة تصدير ما بين 50 إلى 60 طنا من الكوكايين القادمة من أمريكا الجنوبية، وما بين 30 إلى 35 طنا من الهيرويين الأفغاني، القادم من شرق إفريقيا إلى أوروبا مرورا بغرب إفريقيا والساحل والصحراء. وأكدت مصادر في موريتانيا وأوروبا والولايات المتحدة، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن عناصر تنظيم دروكدال يؤمنون عبور قوافل الكوكايين والهيرويين المتوجهة إلى أوروبا مقابل تسديد مقابل ذلك الضرائب، وأضافت أنهم لايزالون حتى الآن مجرد مقدمي خدمات، تجذبهم ما تدره هذه التجارة من أرباح.