أكدّ دبلوماسي موريتاني؛ أن إرهابيي تنظيم الجماعة السّلفية للدّعوة والقتال، الناشطون في السّاحل الصحراوي، يضمنون عبور قوافل الكوكايين والهيروين المتوجهة إلى أوروبا ويجبون عليها الضرائب، وأفاد المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته، أن الإرهابيين لا يزالون حتى الآن مجرد مقدمي خدمات تجذبهم ما تدره هذه التجارة من أرباح، وكان الجيش الموريتاني قد حجز كمية كبيرة من المخدرات في شمال البلاد كان يحرسها مسلّحون، ثبت بعد التحقيق معهم أنّهم إرهابيون ينتمون إلى تنظيم الجماعة السلفية للدّعوة والقتال. وأوضح متتبعون للملف من أوروبا وأمريكا؛ أنّ الإرهابيين يجنون من وراء هذه القوافل أموال طائلة يستغلونها في شراء الأسلحة وشراء ذمم المجندين الجدد، فضلا عن اقتناء المؤونة لضمان الإستمرار بالمنطقة، وفي هذا الشأن نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قاض متخصّص في الملف، رفض كشف هويته في نواكشوط:"أن العناصر الإرهابية بمنطقة السّاحل الصحراوي، في الواقع منقسمة بشأن المخدرات"، وأضاف:"هناك من يعتبر أن المخدرات حرام ولا يتعاطونها، وهناك من يحمون مهربيها ويحرسون قوافلهم ويتقاضون ضريبة مقابل حمايتهم. وعلى صعيد ذي صلة؛ أكدّ دبلوماسي غربي في نواكشوط أن وجود نقاط تواصل وتنسيق بين القبائل ومجموعات المتمردين والمهربين والعصابات والإرهابيين، الذين ينشطون تقريبا بكل حرية في تلك المناطق، موضحا أنّ عناصر القاعدة في منطقة السّاحل المتورطين في تهريب المخدرات، يمارسون ذلك بشكل فردي، مؤكدا أن بعضهم من عناصر القاعدة وينتمون في الوقت نفسه إلى شبكات إجرامية. وفي الشأن ذاته؛ نقلت مصادر إعلامية عن الجنرال الأمريكي مايكل براون، قائد عمليات مكافحة المخدرات سابقا، إن بارونات تهريب المخدرات الكولومبية، أقامت علاقات عمل مع القاعدة، مؤكدا أنّها تسلك طرق تهريب المخدرات التي يستعملها التنظيم الإرهابي منذ زمن طويل لعبور شمال إفريقيا في اتجاه أوروبا، في وقت اعتبر باحث في باريس متخصص في المنطقة، أن عمليات التهريب تعود إلى قوافل الملح وإلى زمن غابر. من جانب آخر؛ نقلت الوكالة عن مصادر في وكالة الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، أنه يتم كل سنة تصدير ما بين خمسين إلى ستين طنا من الكوكايين القادم من أمريكا الجنوبية، وما بين 30 إلى 35 طن من الهيروين الأفغاني القادم من شرق إفريقيا إلى أوروبا مرورا بغرب إفريقيا والسّاحل والصحراء.