يصف رئيس الهيئة التونسية لمناهضة التطبيع والصهيونية أحمد الكحلاوي، استضافة مجلس المستشارين المغربي- البرلمان- وزير الدفاع الصهيوني السابق عمير بيريز، بالخطير والخطير جدا، وتساءل عن رمزية الهتاف ورفع صورة الملك محمد السادس خلال الجلسة، وقال الكحلاوي للشروق، أن أنظمة عربية لا سيما في دول الخليج صارت تطبع علنا مع الكيان الصهيوني، ونبه الى مسعى تل أبيب اختراق المغربي العربي لا سيما تونس وليبيا. كيف ترى خطوة جلوس وزير الدفاع الصهيوني الأسبق عمير بيريز في البرلمان المغربي "مجلس المستشارين"؟ تابعت الموضوع وارتحت لرد فعل بعض البرلمانيين، الذين اقتحموا القاعة ولم يسكتوا واتهموه بالإرهاب وبأن يديه ملوثة بدماء الفلسطينيين وطالبوا بطرده، لكن اللافت أن هنالك من رفع صورة الملك، فهل هذا الشعار أن هنالك رخصة لاختراق المسجد الأقصى من الصهاينة. كتبت تعليقا قلت فيه هل من يهتف بشعار يحيا الملك هو ترخيص لاختراق المغرب الأقصى بهذا الشكل وهذه الصفة الخطيرة والخطيرة جدا، الأخطر كذلك أن الأمر لا يتعلق بحضور وزير صهويني واحد فقط، بل فريق كامل فيه أكثر من وزير، نحن نددنا بهذا السلوك وطالبنا المغرب بغلق أبواب هذا الاختراق الصهيوني الخطير، الأمر ليس بالبساطة أن يدخل وزير حرب صهيوني يداه ملوثة بدماء الفلسطينيين، وتتعلق به جرائم وقضايا دولية.
المغرب ليس استثناء في هذا الشأن؟ نعم، الاختراق الذي حصل في المغرب ليس وحيدا، في تونس هنالك اختراق كبير من الصهاينة، بل في ليبيا، وفي ليبيا أكبر صوت مرتفع الآن هو صوت صهيوني ايطالي يدعي أن أصوله ليبية ويطالب بالحكم في ليبيا مرة واحدة. هذا خطر كبير وكبير جدا، ولكن تتعلق باختراق مغربنا الكبير بعدما فشلوا في اختراق المشرق وهم يعرفون أن المغرب الكبير عصي عليهم، فقد حاولوا ولم ينجحوا والدليل الثورة الجزائرية العظيمة التي أغلقت مغربنا في وجوههم، هم الآن يحاولون الوصول إلينا عبر تونس وليبيا والمغرب الأقصى، هنالك حالتين اليوم، فهنالك مسعى الآن لاختراقنا، لكن الحمد لله هنالك من يخترق ولكن هنالك من يعمل على وقف ها الاختراق.
شهدنا قبل يومين تراجعا لدول عربية بما في ذلك السلطة الفلسطينية، عن إدانة الكيان الصهيوني في اليونيسكو، هل يعني أن مرحلة التخاذل العربي صارت ظاهرة وجلية؟ نعيش مرحلة غير مسبوقة من التطبيع، بعد ما كان التطبيع سريا وخفيا أصبح ظاهرا، وزير خارجية دولة خليجية جهارا نهارا ينادي بالتطبيع، وملك دولة خليجية سار على نهج وزيره وينادي بالتطبيع كذلك، والتخلي عن حقنا في فلسطين، جنرال سابق في دولة خليجية سافر إلى الكيان الصهيوني، وأعداد كبيرة من رجال الأعمال الخليجيين يذهبون إلى تل أبيب، نحن نمر بأتعس مرحلة في حياة الصراع العربي الصهيوني، هم يستفيدون مما سمي بالربيع العربي وركوب هذه الموجة لاختراق أقطارنا، لا يجب أن نعتمد على المنظمات الدولية، لأنها تعترف بهذا الكيان الغاشم ولها دور في تقويته، علينا أن نعتمد على ذواتنا وقوتنا، وأن لا نرمي الكرة في سلة المنظمات الدولية والنوادي العالمية، لأننا لن نجد من خلالها أي حق.