أصدر الكاتب والدكتور علاوة كوسة أول موسوعة خاصة بالقصة القصيرة جدا، في الجزائر، عن منشورات "دار ابن الشاطئ"، ويرتقب أن تكون حاضرة في معرض الكتاب الدولي في طبعته ال22 المزمع تنظيمها من 26 إلى 4 نوفمبر الداخل. وكشف علاوة كوسة أنّ الموسوعة تتناول سيرة الكتّاب الجزائريين سواء الشباب أو المعروفين الذين يكتبون في المجال، وتضم نماذج من كتاباتهم في القصة القصيرة جدا. وقال كوسة في تصريح ل"الشروق" إنّ الموسوعة تعتبر مرجعا هاما للباحثين والدارسين والفاعلين في الحقل الأدبي، وقد استغرق إنجازها على مستوى التجميع والبحث والاتصال والإعداد وقتا معتبرا. وأضاف: "أجريت مسحا شاملا على كتّاب هذا الجنس الأدبي وأوردت سيرهم الذاتية ونماذج قصصية لكل كاتب". وأكدّ في الصدد أنّ العمل بوصفه أول عمل موسوعي تجميعي لهذا المنتج الأدبي يجمع أسماء مختلفة من كل الأجيال. ولفت المتحدث أنّ العمل يعد تمهيدا لمشروع نقدي يتطرق بالتحليل والنقد للقصة القصيرة جدا في ورشات نقدية ويبقى مفتوحا على التجارب القادمة. وكتب الدكتور يوسف وغليسي تقديم الموسوعة وقال: "..أراد كوسة أن يغامر في هذا الشرف الأنطولوجي المَروم، فلم يقنع بما دون الإحاطة الشاملة بهذا النوع السردي الجديد: تعريفا وتأريخا وتجميعا وتحليلا...". وتابع وغليسي: " ولأنّ فعلَ ذلك كله لا يتأتى دفعة واحدة، فقد استهلّ مشروعه بهذا العمل الأنطولوجي الذي ارتأى أن يجمع أهمّ كتّاب القصة القصيرة جدا في كتاب واحد، فيعرّف بهم وينتقي ما تيسّر وتجمّل من نصوصهم، على أن يُتبعه -لاحقا- بتحليل متأنّ لتلك النصوص المختارة". من جهة أخرى أشار المتحدث إلى وجود اختلاف حول مصطلح واحد دال على هذا النوع الأدبي، فنتج عن ذلك شيوع مصطلحات أخرى ك"الومضة الحكائية"، "السرد الخاطف"، "التخييل المجهري"، "النص الميكرو سردي"، "النُّصَيص"، "القشيرة"، "الشذرة"، "القصيصة"، "الومضة"، الأقصودة" (وهي منحوتة من الأقصوصة والقصيدة)، "الأقصّة" (وهي منحوتة من الأقصوصة والقصّة)!...وغيرها. كما ابتدع -حسبه- آخرون تسميات طريفة أخرى لهذا المصطلح المنحوت من الحروف المقطّعة للقصة القصيرة جدا (ق ق ج) !، وسماها الروائي السعودي المتألق عبده الخال (الكتابة ب124 حرف)؛ محيلا على المجال الكتابي التقني المحدود من خلال التويتر. ولم يخف أنّ عبد المالك مرتاض رفض مصطلح القصة القصيرة جدا، لأنه -في نظره- شرح للمصطلح وليس مصطلحا في ذاته!، فاستبدل به مصطلحات أخرى كالتغريدة السردية، أو (الأقصوصة/التغريدة)، و(الأقصوصة/البرقية). وأبدى المتحدث اندهاشه حين رأى الموسوعة تجمع ما يقارب ال60 كاتبا من كتاب هذا الفن، والفارق شاسع جدا بين نصوصهم ونصوص أمثال: زكريا تامر وليلى العثمان ومحمد زفزاف وإبراهيم الدرغوثي وسلطان العميمي...إلخ. وأبدى امتعاضه من إغفال العمل ذكر بعض الأسماء التي كان لها إسهام في التأسيس للقصة القصيرة جدا منها خالد ساحلي الذي أصدر "لواحات واشية" وعدّ أوّل مجموعة قصصية قصيرة جدا في تاريخ الأدب الجزائري، وآخرين. مؤكدا أنّ علاوة كوسة تقبّل الانتقادات بروح أدبية عالية.