مع انطلاق المونديال في مختلف مدن جنوب إفريقيا جندت الكنائس النصرانية كل طاقاتها البشرية من اجل دعوة الأنصار بمختلف جنسياتهم إلى اعتناق الديانة المسيحية، وهذا ما لاحظناه في مدينة بريتوريا على وجه الخصوص * إذ يقف شابان لا يتجاوز عمرهما 30 سنة أمام المدخل الرئيسي لأكبر ساحة في منطقة "هاتفيلد" حاملين في أيديهما الإنجيل وبعض الكتيّبات الصغيرة المكتوبة بلغات مختلفة حتى يتمكن الجميع من قراءتها، لكن الغريب في الأمر أن هذين الشخصين يقصدان بصفة خاصة أنصار الخضر، إذ يمكن التعرف عليهم من خلال البدلات الرياضية الحاملة للألوان الوطنية، التي يرتديها معظم المشجعين الجزائريين، وتعرضنا نحن لنفس الموقف حين اقتربت منا فتاة جنوب افريقية وطلبت منا أن نجيبها عن بعض الأسئلة الخاصة بالفلسفة في الحياة، لكننا تفطنا للأمر بعد إطلاعنا على محتوى تلك الكتيبات الصغيرة التي تحملها في يدها والمكتوبة باللغتين الانجليزية والفرنسية، حيث تدعو إلى اعتناق النصرانية، وعند رفضنا الاستماع إليها حولت وجهتها إلى مكان آخر، لنفاجأ فيما بعد من خلال الروايات التي وصلتنا من المناصرين الجزائريين بأن هناك حملة تنصيرية تستهدف المسلمين بالدرجة الأولى. * بريتوريا العاصمة الإدارية لجنوب إفريقيا بها العديد من الكنائس القديمة ك "سان مومبا" الواقعة ضمن مقاطعة هاتفيلد التي يزورها السود كثيرا كل يوم أحد لإقامة القداس هناك وهم أكثر من يتم تسخيرهم في عمليات التنصير، ومن الواضح من خلال الطريقة التي يدعون بها الغرباء إلى دينهم أم كل شيء يسير وفق مخطط محدد كان قد رسم قبل انطلاق المونديال، وحسب ما استقيناه من الأنصار الذين تعرضوا لهذه المحاولات، فإن القائمين على تلك الكنائس يحاولون الانطلاق دائما من منطلق الإغراءات الكثيرة كالوعود بتوفير حياة فخمة وعمل محترم وتسوية وضعيتهم القانونية من أجل أن ينساق هؤلاء الشباب إليهم،،وتزداد المخاوف من مثل هذه المخططات بفعل أن معظم الذين تنقلوا لتشجيع الخضر لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة واغلبهم عاطل عن العمل، وهم الأكثر عرضة للتأثير بما أن ظروفهم الاجتماعية في بلدهم الأصلي غير مريحة والإغراءات المقدمة لهم قد تجرهم إلى ما لا تحمد عقباه، وقد حرص بعض الذين تفطنوا للأمر على أن يقدموا النصائح للشباب الصغار في السن وتجنب الاحتكاك أو الكلام مع أشخاص غرباء يحاولون بشتى الوسائل إقناع الناس بمعتقدهم الديني.