قال عالم الاجتماع الفرنسي ريمون رويي في كتابه: "نقد المجتمع المعاصر"، (ص99): "إن في كل أمة نِسبة معينة من الوقحين حقا". ومن أكثر وقاحة وظلما وجهلا ممن استحوذ عليه الشيطان، واتخذه سخريا، وزين له ضلاله حتى ادّعى أنه أعلم ممن أحاط بكل شيء علما، وأرحم من "الرحمن الرحيم"، فعارض حكمه، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. من هؤلاء الوقحين كائنات يصيبها "طكّوك" في مثل هذه الأيام من كل عام، فيملأون الجو "نقنقة"، يصدِّعون بها رؤوس الناس، فيعقدون الملتقيات، ويقيمون الندوات، ويلقون التصريحات، ويصدرون البيانات ذكرانا ونسوانا- للدعوة لإلغاء حكم عقوبة الإعدام. دعواهم في ذلك أن عقوبة الإعدام "غير إنسانية"، و"ليست رحيمة".. بل إن أحدهم تجرأ وشبّه حكم الله -عز وجل- العادل بتطبيق الفرنسيين الوحوش للإعدام على الجزائريين! كما أوحى الذي يرانا هو وقبيلُه من حيث لا نراه إلى أحدهم فزعم أن "الذين يطالبون بالإعدام لم يقرأوا القرآن الكريم بشكل جيِّد". وقد يكون هذا المارق لم يمسك مصحفا في حياته، بل قد يكون ممن غلُبت عليهم شقوتهم، فلم يؤمنوا بالقرآن الكريم، ولا بمُنزِّله، ولا بمن أنزل عليه.. وزعم "كائنٌ" آخر، نعرفه بسيماه، وفي لحن القول، وفي هواه الفرنسي، رغم ادعائه "الجهاد"، زعم قائلا: "إن الله هو الذي وهب الحياة، فلا يمكن للإنسان أن ينهيها". وهذه كلمة حق يراد بها باطل.. لقد برهن هذا "الكائن" على أنه "جهول"، ولو لم يكن كذلك لعلم أن "واهب هذه الحياة"، الذي هو الله-عز وجل- هو الذي حكم وأمر بإنهائها؛ فالقاضي الذي يحكم بالإعدام على شخص بعد البحث والتحري، إنما يحكم بما قضى الله –عز وجل- ومن ينفذ الحكم إنما ينفذ أمر الله عز وجل. شيء وحيد ندعو إليه، ونلحّ عليه هو أن لا يستغل السياسيون الظالمون –من الحكام وغيرهم- حكم الله في إرضاء أهوائهم، والتخلص من خصومهم.. كما يفعل كثيرٌ من حكام المسلمين. ولو كان ممثلو "الدول الإسلامية" في المنظمات والهيآت الدولية "مسلمين" – وعدد دولهم أكثر من خمسين دولة – لفرضوا حكم الله على المؤتمرين بأمر الشيطان وجنوده، فإن لم يستطيعوا فلينسحبوا من هذه الهيآت، وها هي الشيطان الإنسي الأكبر – الولاياتالمتحدة- تنسحب من اليونيسكو، وستتبعها قريبا ربيبتُها إسرائيل.. لأنهما يكفران بالديمقراطية التي ليست على هواهما.